وقيل : من آثار العمل المذكور.
وقيل : مسلمة من الشّبه التي هي خلاف لونها ، أي : خلصت صفرتها عن اختلاط سائر الألوان بها ، وهذا ضعيف ؛ لأن قوله : (لا شِيَةَ فِيها) يصير تكرارا.
و «شية» : مصدر وشيت الثوب أشيه وشيا وشية ، حذفت فاؤها ؛ لوقوعها بين ياء وكسره في المضارع ، ثم حمل باقي الباب عليه ، ووزنها «علة» ومثلها :
«صلة وعدة وزنة».
وهي عبارة عن اللّمعة المخالفة للون ، ومنه : ثوب موشيّ : أي : منسوج بلونين فأكثر ، وثور موشيّ القوائم ، أي : أبلقها ؛ قال : [البسيط]
٥٨٨ ـ من وحش وجرة موشيّ أكارعه |
|
طاوي المصير كسيف الصّيقل الفرد (١) |
ومنه : الواشي ـ للنّمّام ؛ لأنه يشي حديثه ، أي : يزينه ويخلطه بالكذب.
وقال بعضهم : ولا يقال له واش حتى يغير كلامه ويزينه.
ويقال : ثور أشيه ، وفرس أبلق ، وكبش أخرج ، وتيس أبرق ، وغراب أبقع ، كل ذلك بمعنى البلقة.
و «شية» اسم «لا» ، و «فيها» خبرها.
فصل في ضبط الحيوان بالصفة
دلت هذه الآيات على ضبط الحيوان بالصفة ، وإذا ضبط بالصفة وحصر بها جاز السّلم فيه ، وكذلك كل ما ضبط بالصفة.
وقال عليه الصلاة والسلام :
«لا تصف المرأة المرأة لزوجها كأنّه ينظر إليها» (٢). فجعل عليه الصلاة والسلام الصّفة تقوم مقام الرؤية.
قوله : (الْآنَ جِئْتَ) الآن منصوب ب «جئت» ، وهي ظرف للزّمان يقتضي الحال ، ويخلص المضارع له عند جمهور النّحاة.
__________________
(١) البيت للنابغة. ينظر ديوانه : (٧) ، القرطبي : (٦ / ١٥٠) ، البحر : (١ / ٤١٣) ، الدر المصون : (١ / ٢٦٠).
(٢) أخرجه أبو داود في السنن (١ / ٦٥٢ ـ ٦٥٣) كتاب النكاح باب فيما يؤمر به من غض البصر حديث رقم (٢١٥٠) ولفظه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا تباشر المرأة المرأة لتنعتها لزوجها كأنما ينظر إليها والطبراني في الكبير (١٠ / ١٧٣) بلفظه.
وذكره ابن عبد البر في التمهيد (٤ / ٦٥).
والهندي في كنز العمال حديث رقم ٤٥١١٨.