قوله : (وَالْيَتامى) وزنه «فعالى» ، وألفه للتأنيث ، وهو جمع «يتيم» ك «نديم وندامى» ولا ينقاس هذا الجمع.
وقال ابن الخطيب (١) : جمعه «أيتام ويتامى» واليتم : الانفراد ، ومنه اليتيم ؛ لانفراده عن أبويه أو أحدهما ، ودرة يتيمة : إذا لم يكن لها نظير.
وقيل : اليتم : الإبطاء ، ومنه : صبي يتيم ؛ لأنه يبطىء عنه البرّ ، وقيل : هو التغافل ، لأن الصبيّ يتغافل عما يصلحه.
قال الأصمعيّ : «اليتيم في الآدميين من فقد الآباء ، وفي غيرهم من فقد الأمّهات».
وقال الماوردي : إن اليتم أيضا في الناس من قبل فقد الأمهات.
والأول هو المعروف عند أهل اللغة ، ويسمى يتيما إلى أن يبلغ ، يقال : يتم ييتم يتما مثل: سمع يسمع سمعا ويتم ييتم يتما مثل : عظم يعظم عظما ، فهاتان لغتان مشهورتان حكاهما الفرّاء ، ويقال : أيتمه الله إيتاما ، أي : فعل به ذلك.
وعلامة الجرّ في «القربى» و «اليتامى» كسرة مقدرة على الألف ، وإن كانت للتأنيث ؛ لأنّ ما لا ينصرف إذا أضيف أو دخلته «أل» انجرّ بالكسرة ، وهل يسمّى حينئذ منجرّا أو منصرفا.
ثلاثة أقوال ، يفصل في الثالث بين أن يكون أحد سببيه العلمية ، فيسمى منصرفا نحو : «يعمركم» أو لا يسمى منجرا نحو : «بالأحمر» ، و «القربى واليتامى» من هذا الأخير.
فصل في رعاية اليتيم
[اليتيم كالتالي](٢) لرعاية حقوق الأقارب ؛ لأنه لصغره لا ينتفع به وليتمه وخلوه عمن يقوم به يحتاج إلى من ينفعه ، والإنسان قلّما يرغب في صحبة مثل هذا ، وإن كان هذا التكليف شاقّا على الأنفس لا جرم كانت درجته عظيمة في الدين.
قال عليه الصلاة والسلام : «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة» وأشار بالسّبّابة والوسطى (٣). وقال عليه الصلاة والسلام : [«ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم فيقرب
__________________
(١) ينظر الفخر الرازي : ٣ / ١٥٢.
(٢) في أ : في رعاية حق اليتيم كالتالية.
(٣) أخرجه البخاري في الصحيح (٩ / ٤٣٩) من رواية سهل بن سعد رضي الله عنه كتاب الطلاق (٦٨) باب اللعان (٢٥) حديث رقم (٥٣٠٤) ومسلم في الصحيح (٤ / ٢٢٨٧) من رواية أبي هريرة رضي الله عنه كتاب الزهد (٥٣) باب الإحسان إلى الأرملة (٢) حديث رقم (٤٢ / ٢٩٨٣) ـ وأبو داود في السنن حديث رقم (٥١٥٠) والبيهقي في السنن (٦ / ٢٨٣) ـ والطبراني في الكبير (٦ / ٢١٣) ، (٨ / ٣٥١) وأبو نعيم في الحلية (٦ / ٣٥٠) ـ وذكره المنذري في الترغيب ٣ / ٣٤٦ والهندي في كنز العمال حديث رقم ٥٩٩٣ ، ٥٩٩٦ ، ٦٠٢٤ ، ٦٠٢٥.