مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلُ أَولاَدَهُمْ شُرَكائِهمْ) (١) بشيء» (٢) ، وَقالَ : هذا باطل (٣) والقراءة الاُولى قيل عَنْها : هيَ شَاذَّةٌ رديئة (٤) ، أَما القراءة الثانية ، فهي قراءة ابن عامر (٥).
وقال أَبو علي الفارسي (ت / ٣٧٧ هـ) عن قراءة ابن عامر : هذا قبيح قليل الاستعمال ولو عدل عنها كان أَولى (٦) وَقَدْ مَرَّ بنا قبل هذا قول أبي عبيد (ت / ٢٢٤ هـ) وقول الزمخشري (ت / ٥٣٨ هـ) في هذه القراءة (٧). فَهُوجِمَ الزمخشري حَتَّى قِيلَ عنه : «إنّه ركبَ متَن عمياء وتاهَ في تيهاء» (٨) ، وردَّ عليه أَبو حيان (ت / ٧٤٥ هـ) بقوله : «أعجب لِعَجَمِيّ ضعيف في النحوِّ ، يردُّ على عربيّ صريح محضَ قراءة متواترة موجوداً نظيرها في لسان العرب ، في غير مابيت» (٩).
ويقول ابن الأنباري (١٠) (٥١٣ ـ ٥٧٧ هـ) : «والبصريون يذهبون إلى
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الأَنعام : ٦ / ١٣٧ : (وَكَذَلِك زَيَّنَ لِكَثِير مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكآ ؤُهُمْ) بنصب (القتل) على المفعولية ، وجرّ (الأولاد) على الإضافة ، ورفع (الشركاء) على الفاعلية.
(٢ و ٣) معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٨١ وخزانة الأدب : ٤ / ٤٢١.
(٤) التبيان : ٦ / ٣٠٨.
(٥) سراج القارئ : ٢٠٦ والبحر المحيط : ٤ / ٢٢٩.
(٦) الحُجَّة ـ نسخة البلدية ـ : ٤ / ١٠١ وخزانة الأدب : ٤ / ٤٢٣.
(٧) انظر ما مرَّ في : ص : ٤٨ ـ ٤٩.
(٨) الانتصاف ـ بذيل الكاشف ـ : ٢ / ٤١.
(٩) البحر المحيط : ٤ / ٢٢٩.
(١٠) هو أبو البركات عبد الرحمن بن أبي الوفاء بن محمّد بن كمال الدين الأنباري تتلمذ على أبي السعادات ، من أشهر مؤلّفاته الإنصاف ونزهة الألباء.
اُنظر : إنباه الرواة : ٢ / ١٦٩ وبغية الوعاة : ٣٠١ وروضات الجنّات : ٤٢٥.