إلاَّ أَنَّ الألِفَ حُذِفَتْ كَمَا حُذِفَتْ في بَرِد وَعَرِد ، يُريدُ : بَارِداً وَعَارِداً (١) وَقَدْ مَضَى (٢) ذِكْرُهُ (٣).
بينَ فَعْل وفَعَل
قَرَأَ الحَسَنُ وَعِيسَى الثقفي وَأَبوُ حَيْوَة : (رَتَقاً) (٤) بِفتِحِ التَّاءِ.
قَالَ أَبُو الفَتحِ : قَدْ كَثُرَ عَنّهُم مجيءُ المَصدَرِ عَلَى فَعْل ، سَاكِنَ العَيْنِ ، وَاسم المفعول منه عَلَى فَعَل مَفْتُوحَهَا ، وَذَلِك قَولُهُم : النَّفْضُ للمصدر والنَّفَضَ لِلمنفوظي ، والْخَبْط للمَصْدَر ، والخَبَط الشيءُ المخبوط (٥) ، والطَّرْدُ المَصْدَرُ ، والطَّرَدُ (٦) المَطْرُود ، وإن كَانَ قَد يُسْتَعْمَلُ مَصْدَراً نَحو : الحَلْب والحَلَب (٧).
فقراءة الجماعة : (كانتا رَتْقاً) كَأَ نَّهُ مِمَّا وُضِعَ مِنَ المَصادِرِ مَوضِعَ اسم المفعُولِ كَالصَّيدِ في معنى المَصيدِ والخَلْقِ فِي مَعنَى الَمخلُوق.
وَأَمَّا (رَتَقَا) بِفَتْحِ التَّاءِ فَهو المرتوقُ ، أي : كَانَتَا شيئاً وَاحِداً مَرتُوقاً فهوَ إذاً
__________________
(١) يشير إلى قولِ الرَّاجز :
أصبـحَ قلبـي صَـرِدَا |
|
لاَ يَشـتـَهـي أنْ يَــرِدَا |
إلاّ عَــرَاداً عَــرِدَا |
|
وَصَـلَيـانَا بَــرِدَا |
انظر : المحتسب : ١ / ١٧١ و ٢ / ١٦١ ولسان العرب : ـ عرد ـ ٤ / ٢٨٠.
(٢) انظر : المحتسب : ١ / ١٧١.
(٣) المحتسب : ٢ / ١٦٠ ـ ١٦١.
(٤) من قوله تعالى من سورة الأنبياء : ٢١ / ٣٠ : (أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّموَاتِ وَالاَْرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْء حَيّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ).
(٥) انظر : إصلاح المنطق : ٣٢٩.
(٦) قال ابن السكّيت : يقال في المصادر : الظَّعْن والظَّعَن ، والعَذْل والعَذَل ، والدَّأْب والدَّأَب ، والطَّردْ ، الطَّردَ. إصلاح المنطق : ٩٧.
(٧) قَالَ الفَارابي : الحَلَبُ : اللَّبَنُ المَحْلُوبُ. اُنظر : ديوان الأَدب : ١ / ٢٠٣.