قال أبو الفتح : لاَ وَجْهَ لإِنكَارِ ابنِ مُجَاهد ذَلِك لأَنَّ لَهُ في العربيةِ أَصْلاً مَاضِياً وَهْوَ مَا جَاءَ مِنَ المصادِرِ عَلى فَعِيل ، نَحوَ : الحَوِيل (١) وَالزَّويِلِ (٢) والشَّخِيرِ والنَّخِيرِ.
فَأمَّا (البُكيُّ) فَجماعة وهي فعول. كَالحُثِيِّ (٣) ، والدُّنِيِّ ، والفُلِيِّ ، جَمع فلاة ، والحُلِيِّ (٤).
بَيْنَ فَعُول وَفُعُول
قَرَأَ عَلي عليه السّلام : (فيها لَغُوبٌ) (٥) بِفَتْحِ اللاّمِ. وهي قراءة السُّلَمِي.
قَالَ أبو الفتح : لَك فِيهِ وَجْهَانِ : إِن شئت حملته على ما جاء من المصادر على الفَعُولِ ، نَحْوَ : الوَضُوءِ (٦) والوَلُوعِ (٧) والوَقُودِ (٨) ، وإن شِئْتَ حَمَلْتَهُ عَلىَ أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَصْدَر مَحْذُوف أَيْ : لا يمسنا فِيهَا لُغُوبٌ (٩) لَغُوبٌ عَلَى قَوْلِهِم : هَذَا شِعْرٌ شَاعِرٌ (١٠) وَمَوتٌ مَائِتٌ كَأَ نَّهُ يَصِفُ (اللُّغُوب) بِأَ نَّهُ قَدْ لَغَبَ أَيْ : أَعْيَا
__________________
(١) الحَويل : الحِذْقُ وجودةُ النظر والقدرة على التصرّف. لسان العرب : ١٣ / ١٩٦.
(٢) الزويل : هو الزوال أي الذّهاب والاستحالة والاضمحلال ، لسان العرب : ١٣ / ٣٣٢.
(٣) الحُثِيُّ : جمعُ حاث ، من حَثَى يَحثُو التُّرَاب.
(٤) المحتسب : ٢ / ٣٩.
(٥) مِنْ قَوْلِهِ تعالى من سورة فاطر : ٣٥ / ٣٥ : (لاَ يَمَسُّنَا فِيْهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيْهَا لُغُوبٌ).
(٦) قال في مختار الصحاح : ـ وضأ ـ ٧٢٦ : وقيل المصدر الوُضوء بالضمّ.
(٧) وقيل الوَلُوعُ والقَبُولَ مصدران شاذّان وما سواهما من المصادر مضموم ، وقيل ما سوى القَبُولِ من المصادر مضمومٌ. انظر : مختار الصحاح : ـ ولع ـ ٧٢٦.
(٨) الوَقود : بالفتح الحطب وبالضمّ الاتّقاد. انظر : مختار الصحاح : ـ وقد ـ ٧٣١.
(٩) اللُّغُوب : بضمّتين التَّعبُ والإعياءُ. مختار الصحاح : ـ لغب ـ ٦٠٠.
(١٠) انظر : التَّمَام : ٩٢.