أَنَّ خِفْتُم حالاً عائلةً.
فالمصدرُ هُنَا أعذبُ وأَعلى (١).
جمع المصدر
قَرَأَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وأبو هُرَيرَة وأَبو الدَّردَاء وابنُ مسعود وعونُ العُقَيلي : (قُرَّاتِ أَعْيُن) (٢).
قَالَ أَبو الفتح : القُرَّةُ المصدر ، وكانَ قياسُهُ أَلاَّ يُجمع ، لأَنَّ المصدَر اسمُ
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٢٨٧.
(٢) من قوله تعالى من سورة السجدة : ٣٢ / ١٧ : (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُمْ مِّن قُرَّةِ أَعْيُن جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وقراءة : (قُرَّاتِ أَعْيُن) لم تثبت عن النَّبيِّ (صلّى الله عليه وآله) بطريق صحيح ، وأصلُها ، ما رواه أبو أُسامةَ ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرةَ ، عن النَّبيَّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قرأ (قرّات أعين) وأخرجه النَّحَّاس في معاني القرآن : ٥ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦. وقد اختُلِفَ عن الأعمش في روايته. إذ أخرجها ابنُ أبي شيبة في المصنف : ١٢ / ٦٦ / ٣٤٩٧٠ و ٧٢ / ٣٤٩٩١ ، وليس في الموضعين أنَّ النَّبي (صلى الله عليه وآله) قرأ (قرَّات أعين) بل روى عنه أبو هريرة أنَّه قرأَ : (مِن قُرَّةِ أَعْيُن) ولكنَّ أبا هريرة هو مَنْ قرأَ (قرَّات أعين) وأخرجها ابنُ ماجة في سننه ٢ : ١٤٤٧ / ٤٣٢٨ عن أبي معاويةَ ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة موقوفة. وأخرجها الطَّبري في جامع البيان : ٢١ / ١٢٧ في ذيل الحديث : ٢١٥٢٤ عن أبي معاوية وابنِ نمير كلاهما ; عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة موقوفة. وقد صرَّح الدَّارقُطني في عِلَلِهِ : ١٠ / ١٢٣ بأنَّ أصحابَ الأعمش رووها عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة موقوفة عليه. على أنَّ أبا صالح ضعيفٌ لاشتراكه بين مجاهيل من تلامذة أبي هريرة. وقد أغرب القرطبي في الجامع لأحكام القرآن : ١٤ / ١٠٣ ـ ١٠٤ في الدِّفاع عن قراءة أبي هريرة قائلاً : ولا يُستَنْكرُ سقوطُ الألفِ من (قرّات) في الخطِّ وهو موجود في اللفظ ، كما لم يُستَنكَرْ سقوطُ الألفِ من (السَّموات) وهي ثابتة في اللسان والخطِّ!!