حذف الاسم وحرف العطف
وأَمَّا قَولُ الآخر :
ألا فَالْبِثَا شَهْرَينِ أو نَصِفَ ثَالِث |
|
إلى ذَاكُمَا مَا غَيَّبَتْنِي غَيابيا (١) |
فَقَالُوا : مَعْنَاهُ أو شَهرين ونِصفَ ثَالث ، وذَلِك أَنَّ قَولَهُ : أو نِصْفَ ثالث لاَ يَكُونَ ثالثاً حَتَّى يَتَقَدَّمَهُ شَهرانِ (٢) ، إِلاَّ أَنَّهُ هُنَا حَذَف المعطوفَ عليهِ مَعَ حَرْفِ العطفِ جَمِيعاً.
__________________
اللغة : ١٥ / ٦٥٧ ، وأمالي القالي : ١ / ١٣١ ، والأزهية : ١١٤ ، وأمالي المرتضى : ٢ / ٥٧ ، وخِزانةِ الأدب : ١١ / ٦٨ ، ولسان العرب : ١٤ / ٥٥ مادة (أَوى) ، وغيرها. كما جاء ذلك في القرآن الكريم أيضاً منه ما قدَّمناه ، وكقوله تعالى : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ) [سورة النور : ٢٤ / ٣١] ، راجع : التبيان للشيخ الطوسي : ١ / ٣٠٧. وقال الشيخ الطوسي في التبيان : ١ / ٣٠٧ في قوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ) «أي : بل يزيدون ، ولا تكونُ (بل) للإضراب عن الأوّل بل مجرّد العطف». وذكر الآية في مكان آخر من التبيان : ٩ / ٧٠ وقال : «أي : ويزيدون ، أو بل يزيدون». وسَيَأتِي في هذا البابِ من هذا الكتاب ، ص : ٤٤٥ عنوان : «(أو) بمعنى : (بل)».
ونقل القرطبي في الجامع لأحكام القرآن : ١٥ / ١٣٢ عن المبرد أنه قال : «المعنى : وأرسلناه إلى جماعة لو رأيتموهم لقلتم : هم مئةُ ألف أو أكثر ، وإنَّمَا خُوطِبَ العِبَادُ على ما يعرفون.
وقال الأخفش الأوسط (ت / ٢١٥ هـ) والزجاج (ت / ٣١١ هـ) : أي : أو يزيدون في تقديركم.
قال ابنُ عباس : زادوا على مئة ألف عشرين ألفاً ، ورواه أبي بن كعب مرفوعاً».
(١) تقدَّمَ الشاهدُ في : ص : ٣٤٣.
(٢) في كتاب الأزهية : ١٢١ : يريد : البثا شهرين ونصفَ ثالث ، لأَنَّ لبْثَ نصفِ الثالثِ لا يكونُ إلاّ بعدَ لَبْثِ الشهرينِ.