الموضِعَينِ (١).
ب ـ الإضافة
وَصْلُ المضاف بالمضافِ إليهِ
رَوَى مُبَارك ، عن الحسن أَنَّه كان يقرأ : (بثلاثه آلاف) (٢) ، و (بِخَمْسَةِ آلاَف) (٣) وقف ولا يجري واحداً مِنْهُمَا.
قَالَ أَبو الفتح : وَجْهُهُ فِي العربيةِ ضَعيفٌ وَذَلِك أنَّ ثلاَثَةَ وَخَمْسَةَ مضافانِ إلى مَا بَعْدَهُمَا والإضافَة تقتضي وَصلَ المضافِ بالمضافِ إليه ، لأَنَّ الثانِي تَمَامُ الأَوّلِ ، وَهُوَ مَعَهُ فِي أكْثرِ الأَحْوَالِ كالجزءِ الوَاحِدِ. وإذَا وَصَلْتَ هذهِ العلامة للتأنيث فهي تاء لا محالة ، وَذَلِك أنَّ أصْلَهَا التاء وإنَّمَا يُبْدَلُ مِنْهَا في الوقفِ الهاء ، وإذَا كانَ كَذَلِك ـ وَهْوَ كَذَلِك ـ فَلاَ وَجْهَ للهاءِ لأَ نَّهَا مِنْ أماراتِ الوَقْفِ ، والموضع على ما ذكرناهُ مُتقاض للوصل غَيرَ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ عَنْهُمْ نَحْوَ هَذَا ، حَكَى الفراءُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ أَكَلْتُ لَحْمَا شاة (٤) ، يريدون لَحْمَ شاة
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٣٧١ ـ ٣٧٢.
(٢) من قوله تعالى من سورة آل عمران : ٣ / ١٢٤ : (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّ كُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَف مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ) وبعد هذا قوله تعالى : (مِنَ الْمَلآئِكَةِ مُنْزَلِينَ) وفي المحتسب : بثلاثة بالتاء لكن القراءة (بثلاثه) بالهاء كما سيبيّن ذلك ابن جنِّي فيما بعد. وكما في البحر المحيط : ٣ / ٥٠.
(٣) من قوله تعالى من سورة آل عمران : ٣ / ١٢٥ : (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلاَف مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ).
(٤) البحر المحيط : ٣ / ٥٠.