أكتفِ باللّهِ ولذلك قالوا حسبك به ، لما دخله معنى اكتفِ به ، وَلِذَلِك أيضاً حذفوا خبرَهُ في قولهِم : حَسْبُك لَمَّا دَخَلَهُ معنى اكتفِ ، والفعلُ لاَ يُخْبَرُ عَنْهُ (١).
من الأفعال التي تنصب مفعولين
أ ـ ما يدخل على المبتدأِ والخبر
١ ـ رأى بمعنى اعتقد
قال تعالى : (لِتَحْكُمَ بينَ الناسِ بمَا أَرَاك اللهُ) (٢).
قال أبو الفتحِ : هذا ليسَ مِنْ رؤيةِ العينِ لأَ نَّهُ لا مدخل له في الأحكام ، ولا من العلم لأَنّ ذَلِك متعدّ إِلى مفعولينِ فإذا نقل الهمزة وجبَ أنْ يتعدَّى إلى ثلاثة ، والذي معنا في هذا الفعل إِنَّما هُوَ مفعولانِ :
أَحدهما : الكاف.
والآخرُ : الهاءُ المحذوفة (٣) العائدة على (مَا) ، أَي : (بِمَا) أراكهُ اللهُ.
فَثَبَتَ بَذَلِك أَنَّهُ مِنْ الرأيْ الذي هو الاعتقاد ، كقولِك : فلانٌ يَرَى رَأَي الخوارجِ ، وَيَرى رأيْ أَبي حنيفة ، ورأي مالك ، ونحو ذَلِك ، فرأيتَ هذه إِذاً قسمٌ ثالثٌ لَيْسَتْ من رؤيةِ العينِ ولا من يقينِ القلبِ (٤).
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٥١.
(٢) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ١٠٥ : (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآ ئِنِينَ خَصِيماً).
(٣) انظر : هذا أَيضاً في البيان في غريب إِعراب القرآن : ١ / ٢٦٦.
(٤) المحتسب : ١ / ١٧٦.