١ ـ خطَّأَ الفرّاءُ الحسنَ البصريَ إذْ يقولُ : «ومِمَّا أُوهموا فيهِ (وما تَنَزَّلتْ بهِ الشَّياطونَ) (١)» (٢).
وقال الجاحظ (١٥٠ ـ ٢٥٥ هـ) : «وغلط الحسن في حرفين من القرآن مثل قوله : (ص وَالقُرآنَ) (٣) والحرف الآخر : وما تنزلت به الشياطون» (٤).
وقال أَبو حاتِم (ت / ٢٥٥ هـ) هي غلطٌ منه ، وقالَ النَّحَّاس (٥) (ت / ٦٩٨ هـ) هي غلط عند جميع النحويين (٦).
٢ ـ والفرَّاءُ هُوَ الذي فَتَحَ بابَ القَدحِ عَلى قراءةِ ابنِ عامر أَعلى القُرّاءِ السبعةِ سنداً (٧). العربي الصُّرَاحُ الذي أخذَ القرآن عن عثمانَ قبل ظهورِ اللحنِ (٨).
قالَ الفرّاءُ : «ليسَ قولُ مَنْ قَالَ (مُخْلِفَ وَعْدَهُ رُسُلِهِ) (٩) ، ولا (زُيِّنَ لِكَثِير
__________________
(١) سورة الشعراء : ٢٦ / ٢١٠. وهذه قراءة الحسن. انظر : مختصر في شواذ القرآن : ١٠٨ والكشاف : ٣ / ١٢٩ والبحر المحيط : ٧ / ٤٦.
(٢) معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٧٦.
(٣) من قوله تعالى من سورة ص : ٣٨ / ١ : (ص وَالقُرَآنِ) بمدّ الصاد ، وهي قراءة الحسن وأبي السمال وابن أبي إسحاق. اُنظر : مختصر في شواذ القرآن : ١٢٩.
(٤) البيان والتبيين : ٢ / ٢١٩.
(٥) هو محمّد بن إبراهيم بن بهاء الدين النَّحَّاس ، الشيخ أبي حيان.
طبقات النحاة : ٢٨ وغاية النهاية : ٢ / ٤٦.
(٦) البحر المحيط : ٧ / ٤٦.
(٧) خزانة الأدب : ٤ / ٤٢٢.
(٨) البحر المحيط : ٤ / ٢٧.
(٩) من قوله تعالى في سورة إِبراهيم : ١٤ / ٤٧ : (فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ).
قرأ الجمهور بإضافة مخلف إلى وعده ونصب رسله وقرأت فرقة بنصب وعده وإضافة مخلف إلى رسله والفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول. البحر المحيط : ٥ / ٤٣٩.