الأحوالِ (١).
إيَّانَ لُغَةٌ فِي أيَّانَ
قَرَأَ السُّلَمَي : (إِيَّانَ يَومَ القِيَامَةِ) (٢).
قَالَ أَبو الفتح : هذه لُغَةٌ فِي (أَيَّانَ) وَيَنبَغِي أَنْ يَكُونَ (أَيَّانَ) من لفظ أَي ، لاَ مِن لَفظِ أَينَ ، لاَِمرَيْنِ :
أَحَدُهُما : أَنَّ أَينَ مكان ، و (أَيَّانَ) زَمان.
والآخر : أَن يَكونَ قِلَّةُ فَعَّال في الأسماءِ مع كثيرةِ فَعلان. فلو سَمَّيْتَ رَجُلاً بِأَ يَّان لَم تَصرِفهُ كَحَمدَان ، وَلَسْنَا نَدّعِي أَنَّ أينَ مِمَّا يَحسُنُ اشتقاقُها ، والاشتقاق منها ، لأَ نَّها مبنيَّةٌ كالحرفِ ، إلاَّ أَنَّهَا مَعَ هَذَا اسمٌ وهيَ أُختُ أَنَّى وَقَد جَاءَتْ فِيها الإِمَالة التي لا حظّ للإِمالة فيها ، وإنَّما الإِمَالةُ لِلأَفعال والأَسماء إذْ كانتْ ضرباً منَ التصرُّفِ والحروفُ لا تصرُّفَ فِيهَا. وَمَعَنَى أَي : أَنَّها بعضُ من كل فهي تصلح للأزمنة ، صلاحَهَا لغيرهَا ، إذ كانَ البعض (٣) شاملاً لِذَلِك كُلّهِ.
قَالَ أُمية :
والناسُ راثَ عليهِم أَمْرُ يَومِهِمُ |
|
فَكُلُّهُم قَائِلٌ أَيَّانَ أَيَّانَا (٤) |
فَإن سَمَّيتَ بـ (أَيَّان) سقط الكلام في حُسنِ تَصرِيفهما للحاقِها
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ١٩٣ ـ ١٩٤.
(٢) من قوله تعالى من سورة القيامة : ٧٥ / ٦ : (يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ).
(٣) تنظر : ص : ٢١٦ الحاشية رقم (١).
(٤) انظر : ديوان أُميّة بن أبي الصلت : ٦٢ ، ومعنى راث : أبطأ وتأخّرَ.