اسْتَعْجَلْتُمْ بهِ) (١) وَلَوْ لَمْ تأتِ قراءةُ عبدِ اللهِ هذهِ لَمَا كانَ المعنى إلاَّ عَلَيْهَا فكيفَ وَقَدْ جاءَتْ ناصرةً لتفسِيرِهَا (٢)؟
حذف المفعول به
قَرَأَ : (يُرْتِعْ وَيَلْعَبْ) (٣) أَبو رَجَاء.
قَال أَبو الفتح : أَمَّا (يُرْتِعْ وَيَلْعَبْ) فَهُوَ عَلى حذفِ المفْعُولِ ، أَي : يُرتْعِ مطيتَهُ فَحذَفَ المفعولَ.
وَعَلى ذكرِ حَذْفِ المفعول فَمَا أَعربَهُ وأعذَبَهُ في الكلام! ألاَ تَرى إلى قولِهِ تعالى : (وَوَجَدَ مِنْ دُوُنِهمُ امْرَأَتَينِ تَذُودَانِ) (٤) أَي : تذودانِ إبلهما.
وَلَوْ نُطِقَ بالمفعولِ لَمَا كانَ في عذوبة حذفهِ وَلاَ في علوهِ ، وَأَنْشَدَنَا أَبو علي للحطيئة :
مُنَعَّمَةٌ تَصُونُ إليك مِنْهَا |
|
كَصَوْنِك مِنْ رِدَاء شَرْعَبيّ (٥) |
أَي : تَصُونُ الحديثَ وَتخزنه ، فهو كقولِ الشَّنْفَري :
كَأَنَّ لَهَا فِي الأَرضِ نِسْياً تَقُصُّهُ |
|
عَلى أَمِها وَإنْ تُخَاطِبْك تَبْلِتِ (٦) |
__________________
(١) سورة الأحقاف : ٤٦ / ٢٤.
(٢) المحتسب : ٢ / ٢٦٥.
(٣) من قوله تعالى من سورة يوسف : ١٢ / ١٢ : (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُـونَ).
(٤) سورة القصص : ٢٨ / ٢٣.
(٥) الشَّرعَبيُّ : ضربٌ مِنَ البُرودِ. انظر : ديوان الحطيئة : ٣٥ والخصائص : ٢ / ٧٢ ولسان العرب : ١ / ٤٧٦.
(٦) النِسي : الشيءُ المَنسِي الَّذي لا يُذْكَر ، وتقصُّهُ : تَتَّبِعُ أَثَرَهُ لِتَجِدَهُ. وَعَلى أمَّها : (بفتح الهمزة)