والآخر : أَنْ يكونَ حالاً من (مَا) على مذهب أَبي الحسن في إِجازَتِهِ تقديم الحالِ على العامل فيها (١) إذا كانَ معنى بعد أَنْ يتقدّم صاحبُ الحالِ عليها كقولِنا : زيدٌ قائماً في الدَارِ. واحتجَّ في ذلك بقولِه تَعالى : (وَالاَْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (٢) ، فيجوزُ على هَذَا في العربيةِ لا في القراءَة لأَ نَّهَا سُنَّةٌ لا تُـخَالَفُ ، (والسَّماوات مَطويات بيمينِهِ) (٣).
فَإنْ قُلتَ : فَهَلْ يجوزُ أنْ يَكونَ (خالصاً) و (خالصةً) حالاً مِنْ الضميرِ في لنا (٤)؟ قِيلَ : هَذا غير جائز وَذَلِك أَنَّهُ تَقَدَّمَ عَلى العاملِ فيهِ وَهْوَ مَعنَى وَعَلى صاحبِ الحالِ ، وَهَذا ليسَ على ما بيَّنا. وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يَكونَ (خالصةً) حالاً من الأنعامِ لأَنَّ المَعْنَى لَيْسَ عَلَيهِ ، ولعزَّةِ الحال من المضاف إلَيْهِ (٥).
مجيء الحال شبه جملة وجملة
قَرَأَ عثمانُ وزيدُ بنُ ثابت وابنُ عباس وسعيدُ بنُ العاص وابنُ يَعمَر وسعيدُ بنُ جُبَير و [الإمامان] عليُّ بنُ الحُسَين ومحمّد بن علي (عليهما السلام) ، وشُبَيل بن عَزْرَة : (خَفَّتِ المَوَالي) (٦) بِفَتْح الخاءِ والتاء مكسورة.
__________________
(١) انظر : منهج الأخفش الأوسط : ٤٤٠.
(٢) سورة الزمر : ٣٩ / ٦٧.
(٣) من قوله تعالى من سورة الزمر : ٣٩ / ٦٧ : (وَالاَْرْضُ جَمِيْعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِيْنِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).
(٤) الآية (لِذُكُورِنَا).
(٥) المحتسب : ١ / ٢٣٢ ـ ٢٣٣.
(٦) من قوله تعالى من سورة مريم : ١٩ / ٥ ـ ٦ : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنك وَلِيـًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً).