لَيْسَ يستفهم نفسه عَمَّا هو أَعلم به. ولكنّه يقبح هذا الرأَي وينعاهُ عليها هكذا معتادُ كلامِ العَرَبِ ، فَاعْرِفْهُ وأْ نَسْ بهِ (١).
البدل
١ ـ بدل الاسم من الاسم
قَرَأَ عِكْرِمة : (جَدّا رَبُّنَا) (٢) ورُويَ عَنْهُ : (جَدٌّ رَبُّنَا) وَغَلِّط (٣) الَّذِي رَواهُ.
قَالَ أَبو الفتح : فأمَّا (جَدٌّ رَبُّنَا) فَإِنَّهُ عَلَى إنكارِ ابنِ مجاهد صحيحٌ وذَلِكَ أَنَّهُ أَرَادَ : وأَ نَّهُ تَعَالَى جَدٌّ جَدٌّ رَبُّنَا عَلَى البَدَلِ (٤) ، ثُمَّ حَذَفَ الثانِي وأَقامَ المُضَاف إِليهِ مقامَهُ وهَذَا عَلَى قَولِهِ سُبْحَانَهُ : (إِنَّا زَيَّنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينة الكَوَاكِبِ) (٥) ، أَيْ : زينةِ الكواكبِ ، فَـ (الكَوَاكِب) إذاً بدلٌ مِن (زِينَة).
فَإِنْ قُلْتَ : فَإِنَّ الكَواكِبَ قَد تُسَمَّى زِينة ، والرَّبُّ تَعَالى لاَ يُسَمَّى جَدًّا.
قِيل : الكواكبُ في الحقيقةِ ليْسَتْ زينَةً لَكِنَّهَا ذَاتُ الزِّينةِ ، أَلاَ تَرىَ إِلى القَرِاءَةِ بالإِضافِة وهْيَ قَولُهُ : (بزينةِ الكواكبِ) (٦)؟ وأَنْتَ أَيْضاً تَقُولُ : تَعَالَى
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢٩١ ـ ٢٩٢.
(٢) من قوله تعالى من سورة الجنّ : ٧٢ / ٣ : (وَأَ نَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنـَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً).
(٣) يريد أَنَّ ابنَ مجاهدَ قَد غَلَّطَ الّذي روى هذا الحرف. كما يفهم من كلامِه الآتي.
(٤) وبَهَذا القولِ أَخَذَ أَبو حَيَّان في البحر المحيط : ٨ / ٣٤٧.
(٥) سورة الصافّات : ٣٧ / ٦.
(٦) قرأَ عاصم وحمزة (بزينة) بالتنوين وقَرأَ باقي السبعة بغيرِ تنوين وقرأَ عاصم (الكواكبَ) بالنصب وقرأ الباقونَ بالخفضِ. الكشف عن وجوه القراءات : ٢ / ٢٢١ ومجمع البيان : ٢٣ / ٤٥ والبحر المحيط : ١٧ / ٣٥٢ وإتحاف فضلاء البشر : ٢٢٦.