تداخل المسائل في المحتسب
لتعدّد مصادرها في القرآن
لقد تداخلتِ المسائلُ في المحتسبِ لتعدُّدِ مصادرِها في القرآن ، فتراه يشرح مسأَلةً نحويَّةً وينتقلُ إلى أخرى صرفيَّة أو لُغَويَّة ويعودُ إلى مسألة نحويَّة وهكذا حسب ورودِ المسائلِ في القرآن الكريمِ ، وهو في كُلِّ ذلك غزيرٌ متدفّقٌ يُقَلِّبُ النظرَ في المسائل ، ويشرحُ بأسلوب واضح خال من الغموض والتعقيد بعيد عن الإسهاب ، وقد أعانَهُ على ذلك علمٌ غزيرٌ في النحو والصرفِ واللغة وتجربةٌ طويلةٌ من صحبته لشيخِهِ أَبي علي الفارسي ، وملاحظةٌ دقيقةٌ ، وبصرٌ نافذٌ ، وفطانةٌ واعيةٌ في عُمْق فقد سَبَقَ أنْ نظر في خصائص اللغة وأحوالها (١) عندما ألّف كتبه الخصائص ، والمنصف ، وسرّ صناعة الإعراب ، والتي كان يشير إليها كثيراً في المحتسب ، فاستغلَّ كلَّ ذلك في الاحتجاج للقراءات. وسنعود ـ إن شاء اللهُ ـ لدراسة هذه المسائل في صلب بحثنا الذي خصّصناه للدراسات النحوية.
__________________
(١) أبو علي الفارسي : ٣٨٠.