بِهِ) (١) فَهمزَ. وإنَّما هُوَ مِنْ دَريتُ بكذا وكذا. وقرأَ (٢) (وَمَاْ تَنَزَّلَتْ بِهِ الشيَّاطُونَ) (٣) توهّم أنَّه جمع بالواو والنون (٤).
قال الفرّاء (٥) : حدّثني شريك بن عبد الرحمن عن الأعمش عن إبراهيم أنّهُ خفض (الأرحامَ) ، قال : هو كقولهم : بالله والرحم وفيه قبحٌ لأنّ العربَ لا تَردُّ مخفوضاً على مخفوض وقد كُنّي عنه.
وبلغت الجرأةُ بالمبرّد ٢١٠ ـ ٢٨٥ هـ أَنَّهُ قَالَ : «إنَّ قراءةَ حمزة : (وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ) (٦) ـ بِجَرِّ الأرحامِ (٧) ـ لا تحلّ القراءة بها (٨)».
وقال الزجّاج (ت / ٣١١ هـ) : أَمَّا الخفضُ في (الأرحام) فخطأ في العربية لا يجوز إلاّ في الشعر وخطأ أيضاً في أمر الدين (٩) ، وبهذه القِرَاءَةِ قرأ حمزة أحَدُ القرّاءِ السبعة. وهكذا كانَ القارئ يُتَّهمُ بالغلطِ والوهمِ والجهلِ وإنْ كانَ من القرّاءِ السبعةِ.
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة يونس : ١٠ / ١٦ : (قُلْ لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ) بالألف وبلا تاء.
(٢) يقصد الحسن أيضاً. انظر : مختصر في شواذ القرآن : ١٠٨ والكشاف : ٣ / ١٢٩ والبحر المحيط : ٧ / ٤٦.
(٣) من قوله تعالى من سورة الشعراء : ٢٦ / ٢١٠ : (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَياطِينُ).
(٤) تأويل مشكل القرآن : ٥٩.
(٥) معاني القرآن للفرّاء : ١ / ٢٥٢.
(٦) سورة النساء : ٤ / ١.
(٧) في البحر المحيط : ٣ / ١٥٧. قرأ حمزة بجرّها وهي قراءة النَّخعي وقتادة والأعمش.
وانظر : النشر : ٢ / ٢٣٩ والإتحاف : ١١١.
(٨) شرح المفصل لابن يعيش : ٣ / ٧٨.
(٩) إعراب القرآن ومعانيه للزجّاج ـ دراسة وتحقيق : ٤٥٥.