الاستكراه ، ووصفها الزمخشري (١) (ت / ٥٣٨ هـ) بأ نّها شيءٌ لو كانَ في مكان الضرورة لكان سَمِجاً مردوداً (٢).
وقال المازنيُّ (٣) (ت / ٢٤٩ هـ) : «أَصل هذه القراءة عن نافع ولم يكن يدري ما العربية» (٤).
لقد كثر النيل من القرّاء حَتَّى سَمعنا ابن قتيبة (ت / ٢٧٦ هـ) يقول : «كان الناس قديماً يقرؤون بلغاتهم ... ثمّ خلفَ قوم من أبناءِ العجم ليس لهم طبعُ اللغةِ ولا علم التكلّف فهفوا في كثير من الحروف وزلّوا وقرؤوا بالشاذِّ وأضلّوا ، منهم رجل ستر الله عليه عند العوام وَقَرَّبَهُ من القلوب بالدين ، ولم أرَ فيمن تتبعتُ وجوه قراءته أَكثرَ تخليطاً ولا أشدَّ خطراً منه (٥) ... وما أقلَّ من سلم من هذه الطبقة في حرفه من الغلط والوهم ، فقد قرأَ بعضُ المتقدّمين (٦) : (مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَأْتُكُمْ
__________________
الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ) بنصب أولادهم وجرّ شركائهم على الإضافة.
(١) انظر : رأي الزمخشري في الخزانة : ٤ / ٤٢٣.
(٢) البحر المحيط : ٢ / ٣٦٢.
(٣) هو أبو بكر بن محمّد أبو عثمان المازني من بني مازن وقيل : هو مولى بني سدوس نزل في بني مازن فنسب إليهم نحوي بصري روى عن أبي عبيدة والأصمعي وغيرهما.
انظر : طبقات النحويين : ٨٧ وإنباه الرواة : ١ / ١٧٨ وبغية الوعاة : ٢١٦.
(٤) البحر المحيط : ٢ / ٣٦٢.
(٥) يقصد حمزة الزيّات. قال ابن مطرف الكناني في القرطين : ٢ / ١٥ : وباقي الباب لم أكتبه لما فيه من الطعن على حمزة.
(٦) يقصد الحسن البصري. قال ابن خالويه : (ولا أدرأتكم به) بالهمز والتاء. الحسن مختصر في شواذ القرآن : ٥٦ وفي البحر المحيط : ٥ / ١٣٣ قرأ ابن عباس وابن سيرين والحسن وأبو رجاء : (ولا أدرأتكم به) بهمزة ساكنة. انظر : الكشاف : ٢ / ١٨٤.