القراءات السبع (١).
فالكوفيونَ إذا رَجَّحُوا القراءاتِ التي يُجمعُ القراءُ عَليها فلا يَرفضونَ غَيرهَا ولا يغلّطونَها لأِ نَّها صوابٌ عِندَهم أيضاً (٢).
أَمَّا البصريونَ وَمَنْ تَابَعهم مِنَ الكوفيينَ فَإنّ القراءة إنْ لَمْ تتّفق مع قياسهِم وقواعدِهم وأُصولِهم التي أصلوها فهي عندَهم قبيحةٌ شاذّة (٣) ، وإنْ قرأ بها ابن كثير وأبو عمرو بن العلاء (٤) ، ولابدّ من إحسان الظنّ بأبي عمرو ، وما أبعدَهُ عن الزيغ والبهتان (٥)! أو هي شيءٌ مَعيبٌ في الإعراب مَعِيبٌ في الأسماع (٦) ، وإنْ كانتْ تلك قراءة عاصم (٧) ، أو هي لغة مرذولة (٨) أو مرفوضة وغلط (٩).
قال أبو عبيد (١٠) (ت / ٢٢٤ هـ) : لا أُحِبُّ قراءة ابنِ عامر (١١) لما فيها من
__________________
(١) انظر : ما كتب عن ذلك أستاذنا علي النجدي ناصف في مجلة المجمع العلمي اللغوي الجزء ١٧ سنة ١٩٦٤ م وما كتبه الدكتور أحمد مكّي الأنصاري في :
أ ـ مجلة مجمع اللغة العربية الجزء ٣١ عدد صفر ١٣٩٣ هـ مارس ١٩٧٣ م.
ب ـ كتاب سيبويه والقراءات.
ج ـ كتاب الدفاع عن القرآن ضد النحويين والمستشرقين.
(٢) مدرسة الكوفة : ٣٨٩.
(٣) معاني القرآن للأخفش : ٨٠ / أ ـ ب ومنهج الأخفش الأوسط : ٤٧.
(٤) مختصر في شواذِّ القرآن : ١٨ والبحر المحيط : ٢ / ٣٥٥.
(٥) المحتسب : ٢ / ٢٧٢.
(٦) الخصائص : ١ / ٩٤.
(٧) الحُجَّة لابن خالويه : ٣٣٠.
(٨) المحتسب : ١ / ١٠٦.
(٩) المحتسب : ١ / ١١٧ والقراءات القرآنية بين المستشرقين والنحاة : ٤٠.
(١٠) تقدّمت ترجمته في : ص : ١٨.
(١١) يقصد قراءة ابن عامر قوله تعالى في سورة الأنعام : ٦ / ١٣٧ : (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِير مِنَ