…
__________________
الأوّل منها : انَّها للشكِّ مصروفاً إلى الناظر لهم فهو لا يدري أَهم مئة ألف أمْ يزيدونَ؟ فيقول : هم مئةُ أَلف أَو يزيدون ، أَو أنَّ أصدقَ الحادسين لا يدري أهم مئةُ أَلف أم يزيدون كقولِهِ تعالى : (أَوْ كَصَيِّب مِّنَ السَّمَاءِ) [سورة البقرة : ٢ / ١٩].
والثاني : أنَّها للتخيير. أَي إذا رآهم الرائي تخير بينَ أنْ يقولَ : هم مئة ألف أو يقولَ : هم أَكثَرُ ، ولا يصحُّ التخيير في شيئين الواقع أحدهما.
والثالث : قيل هي للإبهام ، أَي بعضُ الناس يحسبهم مئةَ أَلف وبعضهم يحسبهم أكثر.
الرابع : قيل إنَّها للإباحة. أي لك أن تعدَهم مئة ألف ولك أنْ تعدهم أكثر. ينظر في : أمالي المرتضى : ٢ / ٥٤ ـ ٥٥ ، والتبيان في إعراب القرآن للعكبري : ٣٤ و ١٩٣ ، وإعراب القرآن للدكتور محيي الدين الدرويش : ٦ / ٤٢٣.
الخامس : وتأتي (أَوْ) بمعنى (الواو) ، وبمعنى (بل) وهي للعطف فقط لا للإضراب عن الأوّل. ينظر : مجمع البيان : ٨ / ٣٣٣. وقال أَحمد أبو العباس ثعلب (ت / ٢٩١ هـ) : (أَوْ) تكونُ تخييراً ، وتكونُ شَكَّا ، وتكونُ بمعنى (بل) ، وتكون بمعنى (متى) ، وتكون بمعنى (الواو) وقال الكسائي وحدَهُ : وتكونُ شَرْطاً. تهذيب اللغة : ١٥ / ٦٥٧. والقول بأنَّ (أَوْ) لا تُحمَلُ على (الواو) جنوحٌ إلى قول أكثر البصريين. التبيان في إعراب القرآن : ٣٤. وقول البصريين هذا هو الذي أخذ به ابن جني ، ليس موضع إجماع عندهم ، بل هناك من خالفه منهم. هذا شيخ المدرستين مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة ، وإمامُهُمَا الخليلُ بنُ أحمدَ الفراهيدي (ت / ١٧٥ هـ) يخالف هذا القول ، فيقول : «يقال (أَوْ) تكون بمعنى (الواو) ، وتكون بمعنى (بل) ، وتفسير هذه الآية : (إِلَى مائَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ) ، أي : بل يَزِيدُونَ ، ومعناه : ويزيدون ، والألف زائدة ، وتقول للرجلِ : احذرِ البِئرَ لا تقع فيها. فيقول : أو يُعَافِي اللهُ ، أي : بَلْ يُعافي الله» كما في العين (أو) ٨ / ٤٣٨ والعين ترتيب الدكتور هنداوي : ١ / ١٠٣ ، ونقل الشيخ الطوسي (ت / ٤٦٠ هـ) في التبيان : ٩ / ٧٠ عن ابن خالويه (ت / ٣٧٠ هـ) قوله : «إذا كانت (أو) إباحة كانتِ الواوُ بمعناها ، لأنَّ قولَكَ جالسِ الحسنَ أو ابنَ سيرين بمنزلةِ الإباحة ، وكذلك قوله تعالى : (وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) [سورة الإنسان : ٧٦ / ٢٤] لأنَّ معناه : ولا كَفُوراً». وخالف هذا الرأيَ أيضاً أَبو زيد سعيد بن أوس