للعين ، وإِنَّمَا هو هكذا ، وشيءٌ غيرُ مائِهَا.
هذا هو الذي عناه فعبَّرَ عنه بما تراه ، ولم يعنِـهِ الإخبارُ عن ماءِ العينِ فيخبر عنه بأ نَّهُ هذا الشيء الجاري من العين ، فلذلك اختار نصبَ الماءِ ، ولو رَفَعَهُ لجازَ ، لأَ نَّهُ كانَ يعودُ إلى هذا المعنى ، لكنَّهُ كانَ يعودُ بعدَ تعب بِهِ ، ومُسَامَحَة فيهِ ، وعلاج يريدُ حملَهُ عليهِ (١).
ج ـ اسم كان ضمير الشأْن (٢)
قَرَأَ أَبو سعيد الخدري : (وأَما الغُلاَمُ فَكَانَ أَبَواهُ مُؤمِنَانِ) (٣).
قال أَبو الفتحِ : يجوز في الرفع هنا تقديرانِ :
أحدُهُمَا : أَنْ يكونَ اسمُ كان ضميرَ الغلام ، أَي : فكان هو أَبَواهُ مُؤمِنَانِ ، والجملةُ بعدَهُ خبرُ كان.
الآخرُ : أَنْ يكون اسمُ كانَ مضمراً فيها ، وهو ضميرُ الشأنِ (٤) والحديث ، أَي : فكان الحديثُ أَو الشأْنُ أَبواهُ هو مؤمنانِ ، والجملةُ بعدَهُ خبرٌ لكان على ما مضى ، إِلاّ أَنَّهُ في الوجهِ الثاني لا ضميرَ عائداً على اسم (كان) لأَنَّ ضميرَ الأَمرِ والشأْنِ لا يحتاج من الجملة التي هي بعدَه خبرٌ عنه إلى ضمير عائد عليه منها ، من حيث كان هو الجملة في المعنى. وقد مضى ذلك آنفاً (٥).
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ١١٥ ـ ١١٦.
(٢) انظر : ص : ١١٩ حول ضمير الشأن.
(٣) من قوله تعالى من سورة الكهف : ١٨ / ٨٠ : (وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً).
(٤) قال بهذا القول العكبري. انظر : إملاء ما منَّ به الرحمن : ٢ / ١٠٧.
(٥) ذكر ذلك في المحتسب : ٢ / ٣ ، وقد تقدّم في : ص : ١١٩ ـ ١٢٠.