أراد : " أجبّ الظهر ليس له سنام" على مذهب" حسن الوجه" إلا أنه لا ينصرف ، ولو جعله على مذهب" حسن الوجه" بالإضافة لقلت : " أجبّ الظهر".
قال : (واعلم أن كينونة الألف واللام في الاسم الآخر أحسن وأكثر من ألّا تكون فيه الألف واللام ؛ لأن الأول في الألف واللام وفي غيرهما هاهنا في حال واحدة ، وليس كالفاعل فكان إدخالهما أحسن ، كما كان ترك التنوين أكثر ، وكان الألف واللام أولى ؛ لأن معناه حسن وجهه ، فكما لا يكون في هذا إلا معرفة اختاروا في ذلك المعرفة).
يعني أن الألف واللام إثباتهما في الوجه أحسن ، لأن المعنى في إثباتهما ونزعهما سواء ، وفي إثباتهما تعريف عوض من التعريف الذي كان في" وجهه" ، حيث كان مضافا إلى الهاء ، وقد بينا هذا.
قال : " والأخرى عربية".
يعني نزع الألف واللام ، قال عمرو بن شأس :
ألكني إلى قومي السّلام رسالة |
|
بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا (١) |
ولا سيئي زيّ إذا ما تلبّسوا |
|
إلى حاجة يوما مخيّسة بزلا |
فهذا على من قال : " مررت بحسن وجه" ، ومن قال : " مررت بحسن الوجه" قال سيّئي الزيّ ، ومن قال : " بحسن الوجه" قال : سيئي الزيّ ، ومن قال : " حسن وجها" قال : " سيئين زيّا" قال حميد الأرقط :
" لاحق بطن بقرا سمين" (٢)
قال : " ومما جاء منونا قول أبي زبيد :
كأن أثواب نقّاد قدرن له |
|
يعلو بخملتها كهباء هدّابا (٣) |
أراد كهباء هدابها ، ولو كان مما يتصرف قلت : متكهّبا هدّابا كقولك : " حسنا
__________________
(١) من شواهد سيبويه انظر العيني ٣ / ٥٩٦ ـ الخصائص ٣ / ٢٧٤ / المقتضب ٤ / ١٦٠ وقائله عمرو بن شأس بن عبيد بن نكلبة بن دومة بن مالك بن الحارث شاعر مخضرم ، الشعر والشعراء ١٦٣ ـ سمط الآلئ ٧٥٠.
(٢) انظر سيبويه ١ / ١٠١ بولاق ـ ١ / ١٩٧ هارون. ابن يعيش ٦ / ٨٣ ، ٨٥.
(٣) خزانة الأدب ٢ / ١٥٥ ـ الشعر والشعراء ٢٦٠ ـ اللسان (نقد) ٤ / ٤٣٧.