قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح كتاب سيبويه [ ج ٢ ]

شرح كتاب سيبويه [ ج ٢ ]

390/504
*

إعرابهما مختلف ولا يحسن أن تنصب هذا على الحال كما نصبت قائمين ، وإن كان ليس فيه الألف واللام ، لأن المنصوب بالحال لا بد له من عامل واحد مقدّر في نصبه ، وليس في قولك : في الدار رجل وقد جئتك برجل آخر ، شيء يقع عليهما من تنبيه أو إشارة أو اجتماع.

ويقول : (فيما اختلف إعرابه ، فلم يمكن اجتماع صفة الاسمين : اصنع ما سرّ أخاك ، وأحبّ أبوك الرجلان الصالحان على الابتداء ، وتنصبه على المدح والتعظيم كقول الخرنق في قصيدة" :

لا يبعدن قومي الذين هم

سمّ العداة وآفة الجزر

النّازلين بكل معترك

والطّيبون معاقد الأزر (١))

 وقال بعض أصحابنا : الرفع أحسن وأكثر في كل شيء كان تعظيما لأنك إذا أثنيت على قوم فإنما تقول : هم كذا.

(وأما الألف واللام فلا تكونان حالا البتة ، لو قلت : مررت بزيد القائم ، كان قبيحا لا يجوز إذا أردت قائما ، وإن شئت نصبته على المدح ، وذلك قولك : اصنع ما ساء أباك وكره أخوك الفاسقين الخبيثين ، وإن شاء ابتدأ ، ولا سبيل إلى الصفة في هذا ولا في قولك : عندي غلام وقد أتيت بجارية فارهين ، لأنك لا تستطيع أن تجعل فارهين صفة للأول ولا للآخر ولا سبيل إلى أن يكون بعض الاسم جرا وبعضه رفعا ، فلما كان كذلك صار بمنزلة : ما كان معه معرفة من النكرات لأنه لا سبيل إلى وصف هذا ، كما أنه لا سبيل إلى وصف ذلك ، فجعل نصبا كأنه قال : عندي عبد الله ، وقد أتيت بزيد فارهين ، جعل الفارهين ينتصبان على : النازلين بكل معترك.

وفرّوا من الإحالة في : عندي غلام ، وقد أتيت بجارية إلى النصب ، كما فروا إليه في قولهم : فيها قائما رجل).

يريد لما لم يكن صفة غلام وجارية بفارهين لاختلاف إعرابهما ، فروا إلى نصب فارهين على المدح ، كما هربوا إلى نصب قائما على الحال من قولهم : فيها قائما رجل ، لما لم يمكن أن يجعل قائم صفة لرجل لتقدمه عليه.

__________________

(١) البيتان للخرنق بنت هفان ، الخزانة ٢ / ٣٠١ ، الدرر اللوامع ٢ / ١٥٠.