موضع لها وأن الموضع للكاف ، وقد بيّنا ما تقدّم من الاحتجاج أن لا موضع للكاف.
ويجوز أن يكون إفرادهم التاء استغناء بتثنية الكاف وجمعها لأنها للخطاب وإن كان لا موضع لها كما أن التاء للخطاب ، وإنما استغنوا بتثنية الكاف وجمعها عن تثنية التاء وجمعها للفرق بين أرأيت إذا كان في معنى أخبرني ، وبينها إذا أردت به معنى علمت ، فاعرفه إن شاء الله.
قال : (ونظير الكاف في رويد في المعنى لا في اللفظ" لك" التي تجيء بعد هلمّ في قوله : هلمّ لك فالكاف ههنا اسم مجرور باللام والمعنى في التوكيد والاختصاص بمنزلة الكاف التي في رويد وما أشبهها كأنه قال : هلمّ ثم قال : إرادتي بهذا لك فهو بمنزلة قولك : سقيا لك).
أما قوله : نظير الكاف في رويدك لك التي تجيء بعد هلمّ فإنما يعني أنك إذا قلت : رويد فالمعنى تامّ ، فإذا زدت الكاف زدتها بعد تمام المعنى لتبيين المخاطب وإن كانت رويد قد أغنتك عن ذلك ، كما أنك إذا قلت : هلمّ للمخاطب استغنى الكلام به وتمّ فإذا قلت : هلمّ لك فجئت ب" لك" فإنما تجيء بها بعد استغناء الكلام عنها وتمامه دونها حرصا على تبيين المخاطب ، وكذلك إذا قلت : سقيا لك ، فسقيا غير محتاج إلى لك لأن معناه : سقاك الله سقيا ، ولكنك لما قلت : سقيا جئت ب" لك" تأكيدا وتبيينا كأنك قلت : دعائي بهذا لك أو إرادتي لك ، غير أن الكاف في هلمّ لك ، وسقيا لك مجرورة باللام وفي رويدك لا موضع لها من الإعراب ، وإنما جمع بينهما سيبويه في التأكيد بهما بعد تمام الكلام دونهما لا في موضع الإعراب ، وفي رويد ضمير فاعل في النيّة يجوز أن يؤكّد وأن يعطف عليه بحسب ما يجوز في ضمير الفاعلين.
تقول : رويدكم أنتم وعبد الله ، ورويدكم أجمعون ، كما تقول : قم أنت وعبد الله ، وقوموا أجمعون ، وكذلك إن لم يكن فيه الكاف ، فإذا خاطبت الواحد قلت : رويد أنت زيدا ، وإذا خاطبت اثنين قلت : رويد كلاكما زيدا ، وللجميع : رويد أجمعون.
وأمّا هلمّ لك ففيه ضميران مرفوع ومجرور :
فالمرفوع هو ضمير الفاعل الذي في هلم ، والمجرور هو الكاف في لك فيجوز أن تقول : هلم لكم أجمعون وأجمعين ، فأجمعون على تأكيد الضمير الذي في هلم ، وأجمعين