عبد الله بن محمّد البغوي ، نا محمّد بن عباد المكي ، نا سفيان ، عن زكريا ، عن الشعبي ، وعمرو عن الحسن يعني ابن محمّد ، قالا :
أتي بأبي العاص بن الربيع من طريق الشام مربوطا في قد. قال عمرو عن الحسن : فقامت إليه زينب ، فحلّته ، وكانت معه بضائع للناس. قال زكريا عن الشعبي فقيل له : أسلم يكن ما معك ، فقال : لبئس ما أبدأ به إسلامي ، فقدم مكة ، فأدّى إلى كلّ ذي حقّ حقه ، ثم قال : يا معشر قريش هل برئت ذمتي؟ قالوا : نعم ، قال : فإني أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأن محمّدا رسول الله.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، وحدّثنا عمي رحمهالله ، أنا أبو طالب ، أنا الجوهري قراءة عن أبي عمر.
قال : وأنا البرمكي (١) إجازة ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين ابن فهم ، نا ابن (٢) سعد ، أنا عبد الله بن نمير ، عن إسماعيل بن أبي خلف ، عن عامر الشعبي قال :
قدم أبو العاص بن الربيع من الشام ومعه أموال المشركين ، وقد أسلمت امرأته زينب مع أبيها صلىاللهعليهوسلم وهاجرت فقيل له : هل لك إلى أن تسلم وتأخذ هذه الأموال التي معك فإنها أموال المشركين؟ فقال : ليس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي ، فكفلت عنه امرأته أن يرجع فيؤدي إلى كلّ ذي حقّ حقه ، ويرجع فيسلم ، ففعل ، وما فرّق بينهما.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، إجازة إن لم يكن سماعا ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأ القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن أبي شيخ الناقد ، نا عبد الرّحمن بن خلف أبو ... (٣) الضبي ، نا حجاج ، نا حماد ، عن داود ، عن الشعبي :
أن أبا العاص بن الربيع قدم من الشام ومعه أموال وتجارات ، فقال أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم : لو استقبلنا هذا الكافر فقتلناه وأخذنا ماله ، فبلغ ذلك زينب بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهي امرأته ،
__________________
(١) الأصل : الرملي.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : أبو.
(٣) كلمة غير واضحة بالأصل.