يعرف ولي الدم إلّا أن يجاهد في سبيل الله حتى يقتل. فلم تزل تلك حاله يغزو ويطلب القتل في الله حتى خرج هؤلاء النفر وساروا حتى إذا كانوا في بعض طريقهم خرج خارج منهم ليأتي بعنب فإذا بقبّة ذهب عليها جلال أخضر حرير ، وإذا فيها حوراء. كان يخبر عمّا رأى من حسنها. فقالت : إليّ ، فأنا زوجتك ، وأنت قادم علينا يوم كذا ، ومعك فلان وفلان. وسمّت أولئك النّفر. فانصرف الرّجل ولم يأت بعنب وأخبرهم بما رأى ، فكتب وصيّته وكتبوا. وكان مع شراحيل بن عبيدة وأصحابه ، فكان من مصيبتهم ما كان ، ثم أمر بانصراف النّاس إلى المرج الذي رجعت إليهم فيه برجان (١) فاقتتلوا قتالا شديدا ، فقتل هؤلاء النفر جميعا ، فيهم أبو كرب. وأرسلت برجان النار على ذلك المرج وعلى قتلى المسلمين ، فحرقت ما حرقت ، وانتهت إلى أبي كرب وأصحابه ، فأطافت بهم ، ولم تأكل النّار منهم أحدا.
٨٧٨٤ ـ أبو كرب
حكى عنه : أبو أمية الكلاعي أنه كان فيمن نهب خزائن الوليد بن يزيد بدمشق. له ذكر. [قال (٢) : كنت في القوم الذين دخلوا يريدون قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك. قال : وكنت فيمن نهب خزائنه بدمشق ، فدخلت إلى خزانة لهم فرأيت فيها سفطا (٣) مرفوعا ، فأخذته ، قلت : في هذا غناي. قال : فركبت فرسي ، وجعلته بين يدي ، وخرجت من باب توما ، فعدلت عن يميني ، وفتحت قفله فإذا أنا بحريرة (٤) في داخلها رأس مكتوب على بطاقة فيها : هذا رأس الحسين بن علي. فقلت : ما لكم لا غفر الله لكم. فحفرت له بسيفي حتى واريته].
حرف اللام
٨٧٨٥ ـ أبو لبيد الأشعري
ابن عم شهر بن حوشب ، أدرك الصحابة ، وكان ورعا.
__________________
(١) البرجان : جنس من الروم يسمون كذلك ، قال الأعشى :
وهرقل يوم ذي ساتيدما |
|
من بني برجان في البأس رجح |
(٢) الخبر التالي استدرك عن مختصر ابن منظور.
(٣) السفط : الوعاء الذي يوضع فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء.
(٤) الحريرة : واحدة الحرير من الثياب ، وهي من إبريسم (تاج العروس : حرر).