ملكت منه كنزا غنيت به |
|
فما أبالي ما قلّ أو كثرا |
وإن أطفّك به فيا لك من |
|
مستحسن منظرا ومختبرا |
أعجب به جامعا ولو جعلت |
|
عليه كفّ الجليس لاستترا |
قال أبو منصور (١) : أنشدني عبد الصّمد بن وهيب (٢) المصري الشامي قال : أنشدني أبو نصر بن أبي الفرج بن كشاجم لنفسه :
غبط الناس بالكتابة قوما |
|
حرموا حظّهم بحسن الكتابة |
وإذا أخطأ الكتابة حظّ |
|
سقطت تاؤها فصارت كآبه |
٨٨٧٥ ـ أبو نصر البرمكي
شاعر محسن.
حدّثني أبو عبد الله محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي بلفظه ، وكتبه لي بخطه ، قال : أبو نصر البرمكي اجتمعت به ، وكان شخصا ظريفا ، نظيفا ، لطيف الجسم ، ضعيف التركيب ، أشبه الناس بابن أبي الخرجين الدميك (٣) ، وبالسابق الشاعر أبي اليمن (٤) ؛ له شعر حسن المباني ، يغني سماعه عن الأغاني ، هو عليه سهل المرام ، وعلى غيره صعب لا يراه ؛ وهو القائل في صفة الناعورة والأبيات .............. (٥) وهي :
وكريمة غذت الرياض بدرها |
|
فغدت تنوب عن الغمام الهامع |
تصل الدءوب بليلها ونهارها |
|
فإذا انتهت أبدت لجاجة راجع |
بلباس محزون وأدمع مدنف |
|
ومسير مشتاق وأنّه جازع |
فكأنها فلك يدور وعلوه |
|
يرمي القرار بكل نجم طالع |
وله أيضا :
نضارة هذا اليوم تغني عن الأمس |
|
فوفوه حق اللهو فيه فلا يحس |
__________________
(١) البيتان في يتيمة الدهر ١ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥.
(٢) في يتيمة الدهر : وهب.
(٣) هو منصور بن المسلم بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي الخرجين المعروف بالدميك ، ترجمته في معجم الأدباء ١٩ / ١٩٤ وانباه الرواة ٣ / ٣٢٩.
(٤) لعله أراد أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي اللغوي النحوي الشاعر ترجمته في بغية الوعاة ١ / ٥٧٠.
(٥) كلمات غير مقروءة بالأصل.