ووافيت باب إسحاق فدخلت عليه وقال : ما ظننتك يا أبا المغيث توافي بلدا أنا فيه فتنزل غير داري ، فقلت : إنّما وافيت البارحة ولم تواف دوابي وكنت أتوقعها لأقصد الأمير ، ثم دعا بكتب وردت من محمّد بن عبد الملك الزيات وفيها كتاب إليّ في درجة من المعتصم بولايتي كورة دمشق ، وأقرأني كتابا إليه يعلم فيه ما أحدثه علي بن إسحاق على رجاء بن أبي الضحاك بدمشق (١) ، وأن أمير المؤمنين رأى أن يقلّدني الناحية ، وإنّي طلبت هناك فلم أوجد ، وأمر بطلبي بمدينة السلام ، ودفع إلى موضعها بمائة ألف درهم أقوى بها على سفري ، ثم دعا بالمال فلمّا حضر عشرين فودّعته وخرجت فقصدت محمّد بن الفضل فودعته بعد أن عرفته الحسن وسألته أن يأمر بتسلم الثلاثة آلاف دينار مني لاستغنائي عنها. فقال : هي إذا صدقة ليس والله تعود إليّ أبدا. فشخصت ، ومررت بمولاة الجارية فابتعتها منها ، ومررت بابن عمي بحمص وأنا أنبل منه عملا.
٨٨٥٢ ـ أبو المغيرة الصوفي
حكى عن ثمامة بن حنظلة الصوفي.
حكى عنه أبو حمزة محمّد بن إبراهيم الصوفي.
قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أسد بن عمار ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي ، ثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن علي بن الحسن بن علي المعروف بابن الزّفتي ، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد الدينوري من لفظه ، نا جعفر الخياط قال : سمعت محمّد بن إبراهيم الصوفي ويكنى أبا حمزة قال : سمعت أبا المغيرة الدمشقي وكان من النساك يقول :
رأيت ثمامة بن حنظلة الصوفي ، وقد نظر إلى غلام ، فتنفس نفسا كادت نفسه أن تخرج ، فقلت له في ذلك. فقال : إنّي نظرت إلى وجه رددت فيه بطرفي ، وأجلت فيه فكري ، فلم أر امرأ يمكن واصف أن يجده ، ولا ممثل (٢) أن يصوره ، ثم مثلته لقلبي ، وقد أقام في قبره ثلاثا فكادت نفسي تذهل وعقلي يذهب.
__________________
(١) كان علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ قد وثب على رجاء وكان على الخراج بدمشق فقتله وأظهر الوسواس ، راجع الكامل لابن الأثير ٤ / ٢٧٩ حوادث سنة ٢٢٦.
(٢) بالأصل : ممثلا.