كنا مع أبي مخرمة فما عدا أن جاءنا من ذلك العنب ـ وقال ابن رحمة : مع أبي محذورة قاعدا ، إذ جاءنا بذلك العنب ـ فوضعه ودعا بقرطاس ودواة وكتب وصيته ، فلما رآه أبو كريب ـ قال ابن رحمة : أبو كرب ـ الغساني كتب وصيته ، ثم قام مقاتل الليثي فكتب وصيته ، ثم قام عمار بن أبي (١) أيوب فكتب وصيته ، ثم قام عوف اللخمي فكتب وصيته ، ثم لقينا بورجان (٢) فما بقي من هؤلاء الخمسة أحد إلّا قتل ، قال : ولم نكتب نحن (٣) وصايا فلم نقتل.
أخبرنا أبو القاسم الشيباني ، أنا أبو طالب ، نا الشافعي ، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، نا الحسن بن عبد العزيز ، نا أبو حفص قال : سمعت سعيدا يقول :
لا نعلم أحدا رأى الحور العين عيانا إلّا في المنام إلّا ما كان من أبي مخرمة ، فإنه دخل كرما لبعض حاجته ، فرأى الحور عيانا في قبتها ، وعلى سريرها ، فلمّا رآها صرف وجهه عنها فقالت : إليّ يا أبا مخرمة ، فإنّي أنا زوجتك ، وهذه زوجة فلان ، وهذه زوجة فلان ، فانصرف إلى أصحابه ، فأخبرهم ، فكتبوا وصاياهم ، ولم يكتب أحد وصيته إلّا استشهد.
٨٨١٥ ـ أبو مدرك
أظنه عبد الله بن مدرك.
حدّث عن عروة بن الزبير ، وعباية (٤) بن رفاعة بن رافع ، وحماد بن أبي سليمان.
روى عنه عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، قراءة ، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي ، نا أحمد بن عمير بن يوسف ، نا محمّد بن عمرو بن حنان الكلبي (٥) ، نا بقية بن الوليد ، حدّثني عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، حدّثني أبو مدرك ، حدّثني عباية بن رافع بن خديج ، حدّثني رافع بن خديج قال :
مرّ علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما ونحن نتحدث فقال : «ما تحدثون؟» قلنا : نتحدث عنك يا رسول الله ، قال : «تحدّثوا ، وليتبوأ من كذب عليّ مقعده من جهنم» ، قال : ومضى رسول الله
__________________
(١) في مختصر ابن منظور : عمار بن أيوب.
(٢) كذا بالأصل ، وفي البداية والنهاية ٩ / ١٨٣ ـ ١٨٤ برجان ، وهم جنس من الروم الصقالبة.
(٣) بالأصل : «عن» والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٤) بدون إعجام بالأصل ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٤٨٩.
(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ١٠٩.