(فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ)
لا يد للرسول على قومه سوى تبليغ رسالة الله ، وعلى الله الحساب في أن يأخذهم متى شاء ، ولا يعني ذلك أنه لا يستطيع ان يدعو عليهم بالعذاب ، أو أن الله لا يستجيب له ، وأن الله إذا أراد أن يصب العذاب على قوم فلن يستطيع الأنبياء ردّه ، كما لم يستطع نوح ان يرد العذاب عن ابنه.
[٤١] (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)
فقد يكون نقص الأرض من أطرافها باهلاك البشر المكذبين كما قال تعالى : (بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ) (٤٤ / الأنبياء)
وقد يكون بذهاب العلماء فاذا نقصوا أو قلّوا رزأت الرحمة (اي ولّت) عنهم ، فالعلماء هم بمثابة الجبال الراسيات في الأرض.
وهنا تفسير كوني يقال : أن الأرض آخذة في التقلص ، وربما هذه الآية تدل على ان الأرض مفلطحة من القطبين.
(وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ)
ان الله هو الحاكم الفعلي في الحياة ، وإذا أراد شيئا لن يتوانى ذلك الشيء عن الاستجابة له ، وإذا حكم بشيء فلن يستطيع أحد ان يغيّر حكمه سبحانه.
(وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ)
[٤٢] (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً)