إنّ العاقبة للمتقين
هدى من الآيات :
وقبل هبوط نوح (ع) الى الأرض تساءل عما انتهى اليه مصير ابنه الغريق وذلك بسبب جاذبية الشفقة التي أودعها الله في قلب كل أب ، ولو كان الأب شيخ المرسلين ، تلك الجاذبية التي جعلت سيدنا نوحا يدعور به في ابنه ولكن الله وعظه وذكره بان المقياس عنده العمل الصالح وليس الانتساب الى هذا أو ذلك ، وهكذا عرف نوح ان سبب انحراف البشر ليس فقط وجود بيئة فاسدة أو تسلط الظالمين ، إذ قد يكون السبب كامنا في نفسه فدعا ربه بان يغفر له وان يرحمه فيعصمه من الزيغ ومن دون رحمة الله ومغفرته يكون البشر خاسرا. وهكذا الحال بالنسبة الى الذين كانوا مع نوح في السفينة ، والذين اهبطهم الله الأرض ، بسلام وبركات ولكن عوامل الانحراف نزلت معهم أيضا ، فبعضهم انحرف مع هذه العوامل وبعضهم صمد أمامها واعتصم بهدى الله.
وفي نهاية قصة نوح يذكرنا القرآن بالعبرة فيها وهي الصبر والتقوى فان العاقبة