رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ
هدى من الآيات :
بعد ان تحدى يوسف (ع) ضلالة المجتمع وفساده العريض لم يسعهم الا سجنه ، ولكن يوسف اتخذ من السجن منطلقا للدعوة ، فحين دخل معه فتيان وجدا عنده مظاهر المحسنين ، فسألاه عن حلمين ترآى لأحدهما : انه يعصر العنب ليصنع منه الخمر لمولاه ، بينما ترآى للآخر : انه وضع على رأسه خبزا تأكل الطير منه ووعدهما يوسف (ع) بتأويل ما رأياه قبل ان يأتيهما طعام ، ولكنه قبلئذ ذكرهم : بأن معرفته بالتأويل هي مما علمه ربه ، وذلك بسبب رفضه لدين المشركين ، ومقاومته لكفرهم بالله واليوم الاخر ، واتباعه لآبائه المؤمنين إبراهيم وإسحاق ويعقوب (ع) ، وهكذا أوضح لهم انه من سلالة النبيين ، وانه أمر الا يشرك بالله شيئا ، والتوحيد فضل من الله عليهم وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ربهم باتباع الرسالة.
ثم ذكرهما بأن التوحيد دين الوحدة ، وان الأرباب المتفرقين ليسوا سوى أسماء ليس وراءها حجة حقيقية ، انما السيادة والحق لله. وانه امر أن تستوي هذه السيادة