وما أنا بطارد الذين آمنوا
هدى من الآيات :
قوم نوح كما المستكبرين في كل عصر ردوا رسالة الله بسبب الظنون والشبهات ، وشرع نوح في هذا الدرس ببيان واقع الرسالة ورد الشبهات والظنون الباطلة ، فلقد زعم أولئك الجاهلون بأن نوحا يريد أن يتسلط عليهم ، أو يغني على حسابهم ، وأزال نوح عليه السلام ، تخوفهم وقال : انه لا يريد منهم مالا ، ولكنه في الوقت ذاته لا يجعل المال مقياسا لتقييم الناس ، فيطرد المؤمنين لأنهم فقراء ، بل يقول : ان حسابهم على الله ، وانهم سيلاقون ربهم ، أما قوم نوح فقد كانوا يجهلون ، ويتخذون القيم الزائفة مقياسا لتقسيم الناس ، وهذا تقسيم باطل لا يرضى به الله ، والذي يطرد المؤمنين اعتمادا على مثل هذه القيم ، بعيد عن رحمة الله ، وغير منصور أيضا.
ثم ردّ نوح (ع) شبهة اخرى حيث بيّن أنه ليس برجل خارق يملك خزائن الله ، أو يعلم الغيب ، وأنه خلق من نور كالملائكة.
ثم عاد وأكدّ عليه السّلام على انه لن يطرد المؤمنين الذين يقلل من شأنهم قومه