فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ
هدى من الآيات :
ذكّرنا الدرس الذي مضى بان أعمال الكفار كالرماد تبذه الريح العاصفة ، ولا يحصلون مما كسبوا على شيء ، وفي هذا الدرس يذكّرنا سبب ذلك ، كما يبين ما يعاكسه من ثبات عمل المؤمنين. ونتساءل كيف ولماذا؟
ان الكفار يعتمدون على الطاغوت والجبت ، وهما غير مهتدين ولا واثقين من أنفسهما ، فالطاغوت المتمثل في المستكبرين يتبرءون يوم القيام عمن اتبعهم ، وإذا سألوهم أنا كنا تبعا لكم فهل أنتم تحملون عنا شيئا من العذاب؟ أجابوا : كلا .. لأننا ضالون مثلكم ، وثانيا .. لأننا بدورنا لا ندفع العذاب عن أنفسنا ، أما الجبت المتجسد في الشيطان فانه يأتي يوم القيامة ، ويشمت بمن أتبعه ويقول لهم : ان الله وعدكم حقا ووعدتكم باطلا ، ولم أكن أستطيع اجباركم على اتباعي أنما أنتم استجبتم لي بحريتكم ، فاللوم عليكم وليس عليّ ، ثم يقول لهم : لا أنتم تنقذوني من العذاب ولا أنا أنقذكم ، وأني الآن أتبرئ من شرككم ، وأعلن ان الظالمين لهم