(يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ)
إذا كنت في قائمة الأشقياء فباستطاعتك أن تكون من السعداء إذا اتصل قلبك بالله ذي الطول ، قال الله : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) (١٨٦ / البقرة)
وقال : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (٦٠ / غافر)
فهو الذي أمرنا بالدعاء وضمن لنا الاجابة.
(وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)
الكتاب لفظ يؤدي الى معنيين : المعنى الاول : هو اللوح المحفوظ ، والمعنى الثاني : هو أم الكتاب ، فأم الكتاب انعكاس لعلم الله بما كان وبما يكون ، فالله عالم محيط علما بكل شيء ، قبل وبعد أن يكون ، وعلم الله ليس علم الكشف ، بل انه يتعدى الى المسببات والمؤثرات ، لأنه صانعها ، فعلم الله بالمسبب لا ينفي علمه بالسبب فأنا أعلم ان الصخرة تسقط من علّ ، فعلمي بالسقوط يسمى كشفا ، ولكن لا يعني ذلك أني أنا المؤثر في السقوط ، فالمؤثر في السقوط هي الجاذبية.
تكشف هذه الآية فكرة البداء ، وتعتبر هذه الفكرة قطب الرحى في الحكمة الاسلامية وهي أكثر الأفكار تقدمية وحضارية ، وأكثر الأفكار تربية للبشر ، فالذي يعلم ان الأقدار بيد الله يكون أكثر تحركا ، جاء في الأحاديث :
١ ـ عن ابن مردوية وابن عساكر ـ من أكبر علماء السنة ـ عن علي بن أبي طالب أنه سأل رسول الله صلّى الله عليه وآله عن هذه الآية ، فقال :
«لأقرّن عينيك ولأقرّن عين أمتي بعدي بتفسيرها : الصدقة على وجهها يحول