الفكرة ، وهذه الفكرة تشكل الفرق بين رسل الله وفلاسفة البشر ، فرسل الله بشّروا بهذه الفكرة ، أما ما توصل اليه عقل هذا الإنسان العاجز ، ان لهذا الكون خالقا خلقه ثم تركه يسير بالسنن ، كمن يخلق ساعة الكترونية ويتركها تسير ضمن قوانين محددة ، وقد صاغ أحد فلاسفة البشر الملحدين هذه الفكرة!!
وعموما فان فلاسفة البشر ينبئنا عن إله ميت لا ولاية له ولا دعوة ، بينما رسالات الله تنبؤنا عن إله حيّ قديم لم يزل ولا يزال ، وتوجد هناك صلتان نستطيع ان نتصل مع الله بهما.
أولا : الدعاء :
باستطاعتك ان تتصل بالله عبر الدعاء ، وان باستطاعتك ان تغير ما كتب عليك بسببه ، فبالدعاء أنت قادر على تغيير الطبيعة ، وتغيير القضاء المحتوم عليك.
ثانيا : صلة العمل الصالح :
فلسفة البشر تقول ان الله قد كتب على الكون مقدراته ، وانه لا ينفع شيء امام هذا التقدير ، وهذه فلسفة القدرية الذين آمنوا بالحتميات ، فصار عندهم كل شيء محتوم .. إذا عملك الصالح لن ينفع أمام التقدير المحتّم ، أما نحن فلا نؤمن بالحتميات (السياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية) نرى ان من الممكن تغيير كل حتمية ، فصحيح أنّ هناك قوانين وسننا ، ولكن الإنسان يعلو بإيمانه وعمله الصالح على هذه الانظمة والسنن ان الله أكبر من القوانين والسنن انه هو صاحب المشيئة المطلقة ، ولا شيء محتم عليه ، فهو يمحو ما يشاء ويثبت ، والإنسان الذي يتصل بالله يتصل بهذه المشيئة المطلقة التي لا حتمية عندها ، أما إذا قلنا بأن القلم قد جفّ ، وأن الأجل قد انتهى وأن القدر قد كتب في الكتاب إذا فلا معنى للدعاء والعمل الصالح. قال تعالى :