(وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ)
[١١٠] وهلاك الكفار والمكذبين لم يكن من دون سابقة إنذار ، بل لقد استنفذ الرسل كلما كان بوسعهم في سبيل دعوتهم ، وصبروا على أذاهم ، وبلغ بهم الأذى درجة اليأس.
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا)
جاء في التفاسير : اي تيقن الرسل ان قومهم كذبوهم تكذيبا عاما حتى انه لا يصلح واحد منهم .. ومن جهة فمعناه ظن الأمم ان الرسل كذبوهم فيما اخبروهم من نصر الله إياهم وإهلاك أعدائهم .. وروي عن ابن عباس قال : كانوا بشرا فضعفوا ويئسوا وظنوا انهم قد أخلفوا ثم تلا قوله تعالى : «حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ» .. قال الطبرسي وهذا بعيد وقد بينا ما فيه. المجمع ج ٢ ص ٢٧١
(فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)
[١١١] إن المقتطفات من تاريخ الرسل. وقومهم يمكن ان تأخذنا الى ما ورائها من انظمة اجتماعية وتكشف عن طبيعة التحولات التاريخية. ولكن بشرط واحد وهو ان يكون الإنسان عاقلا. ويهتم بجوهر القضايا.
(لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ)
وبالتالي ليس العبرة التاريخية مما يمكن ان يفتري. لأنها اشارة الى حقائق خارجية يمكن لكل إنسان ان يعرفها لو استخدم عقله أو حتى شعوره. مثلا لو أشار أحد الى الشمس أو الى الجبال والبحار. وقال أفلا ترونها كيف انها جميلة ومنظمة. فهل يمكن أن يقال له بأنك كذاب؟! الشمس يراها الفرد بذاته ، ويشعر بجمالها ، ويعقل نظامها بمجرد التفكير فيها. وليس بما يقوله الآخرون ، وهكذا آيات القرآن