وقد قالوا فيه بعد التوثيق : صحيح الحديث ، وقد مرّ غير مرّة ويأتي ان شاء الله تعالى مشروحا دلالة هذه الكلمة على وثاقة مشايخه ، فراجع.
هـ ـ ما رواه في الكشي عن حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثني يزيد بن إسحاق شعر ـ وكان من ادفع (١) الناس لهذا الأمر ـ قال : خاصمني مرّة أخي محمّد ، وكان مستويا ، قال : فقلت له ـ لمّا طال الكلام بيني وبينه ـ : إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله ان يدعو الله لي حتى ارجع الى قولكم ، قال : قال لي محمّد : فدخلت على الرضا عليهالسلام ، فقلت له : جعلت فداك ان لي أخا وهو أسنّ منّي ، وهو يقول بحياة أبيك ، وانا كثيرا ما أناظره ، فقال لي يوما من الأيام : سل صاحبك إن كان بالمنزلة التي ذكرت ان يدعو الله لي ، قال : فالتفت أبو الحسن عليهالسلام نحو القبلة فذكر ما شاء الله ان يذكر ، ثم قال : [اللهمّ] خذ بسمعه وبصره ومجامع قلبه حتى تردّه إلى الحقّ ، قال : كان يقول هذا وهو رافع يده اليمنى.
قال : فلما قدم ، أخبرني بما كان ، فو الله ما لبثت الاّ يسيرا حتى قلت بالحقّ (٢).
قال الشارح : ووثقه الشهيد الثاني وكأنّه لدعائه عليهالسلام المستلزم للعدالة ، فإنّ الفسق والكذب غير حقّ ، واهتمامه عليهالسلام بشأنه ظاهر في أنّه كان قابلا للحقّ في جميع الأمور ولم يفعل ذلك في غيره من الواقفيّة ، وكان يلعنهم لعدم قبولهم له ، مع ان أمر مشايخ الإجازة سهل ، انتهى (٣).
__________________
(١) كناية عن وقفه ودفع الناس عن القول بامامة الرضا عليهالسلام ، وفي رجال العلامة ـ وسيأتي عما قريب ـ : وكان من أرفع الناس لهذا الأمر ، انظر تعليقتنا عليه في الهامش الخامس.
(٢) رجال الكشي ٢ : ٨٦٤ / ١١٢٦.
(٣) روضة المتقين ١٤ / ٢٩٢.