قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي

سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي

سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي

تحمیل

سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي

158/233
*

عمر بن الخطاب ، فقد كان من الطبيعي ، بعد أن فتحت الفتوحات ، وأقبلت الدنيا على الناس ، واُرٍضِيَ غرور الانسان العربي ، واستجيب لاهوائه ، وطموحاته في الحصول على المال ، وعلى غيره .. ثم استثمر الاعلام ذلك لصالح فريق معين ، على حساب كل ما ومن عداه. لقد كان من الطبيعي والحالة هذه : أن يتأكد عند الناس نباهة قوم ، وخمول آخرين ، وهو ما اشار اليه علي عليه‌السلام ، حين قال في جملة كلام له : « .. ثم فتح ا‏لله عليها الفتوح ؛ فأثرت بعد الفاقة ، وتمولت بعد الجهد والمخمصة .. ».

إلى أن يقول : « ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها ، وحسن تدبير الامراء القائمين عليها؛ فتأكد عند الناس نباهة قوم ، وخمول آخرين إلخ .. » (١).

نعم .. لقد كان من الطبيعي : أن يوجد ذلك التمييز والتفضيل للعرب ، تياراً جارفاً من الحب ، والتعظيم ، والتبجيل لذلك الذي كان السبب في حصولهم على كل ما حصلوا عليه ، وأن يصبح رأيه فيهم كالشرع المتبع ، وتصبح سنته فيهم هي السنة الماضية.

وقد ذكرنا في كتابنا : الحياة السياسية للامام الحسن عليه‌السلام ص ٨٦ ـ ٩٠ بعض ما يفيد في هذا المجال ، ونذكر هنا بعض النصوص الاخرى ، لاظهار كيف أن قول الخليفة الثاني قد أصبح في الناس كالشرع المتبع ، وهي التالية :

إنه يكفي أن نذكر : أنه قد بلغ من عظمة عمر بن الخطاب : أن عليّاً عليه‌السلام لم يستطع أن يمنع جنده من صلاة التراويح ، قال عليه‌السلام :

« .. وتنادى بعض أهل عسكري ، ممن يقاتل معي : يا أهل الاسلام ، غيرت سنة عمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعاً ، ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري » (٢).

وفي نص آخر : أنهم سألوه أن ينصب لهم اماماً يصلي بهم نافلة شهر

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ص ٢٠ ص ٢٩٩.

(٢) الكافي ج ٨ ص ٥٩ ـ ٦٣.