وقد اعترف عبدالملك حينئذٍ : بأن السجاد يرتفع من حيث يتضع الناس (١).
وقد نسبت هذه القضية للامام الحسين مع معاوية (٢) فلا بد من تحقق ذلك ، ولا مجال لذلك في هذه العجالة ..
٣ ـ وحسب رواية اخرى: ان السجاد تزوج ام ولد عمه الحسن عليهالسلام ، وزوج مولاه امه (ونعتقد : أن المراد بها مرضعته ، لاُن امه قد توفيت ، في نفاسها به) (٣).
فلما بلغ ذلك عبدالملك كتبه إليه في ذلك ، فكتب إليه السجاد :
فهمت كتابك ، ولنا اسوة برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فقد زوج زينب بنت عمه زيداً مولاه. وتزوج مولاته صفية بنت حيي بن أخطب (٤).
وحسبنا ما ذكرنا ، فاننا لسنا بصدد تتبع ذلك واستقصائه ..
وأخيراً .. فان من الواضح : أن سياسات التمييز العنصري ، سياسات غريبة عن الاسلام ، بعيدة كل البعد عن تعاليمه ، مناقضة لتشريعاته.
فهل تأثر روّاد هذه السياسة ، وحماتها بغيرهم ، ممن حرصوا عليها ، حرصهم على أنفسهم ، واعتبروها نهج حياة ، وأساس تعامل؟!
__________________
(١) البحار ج ٤٦ ص ١٦٥/١٦٤ والكافي ج ٥ ص ٣٤٥/٣٤٤ وراجع ص ٣٦١ وأئمتنا ج ١ ص ٢٨٧ و ٢٨٨ عن : زين العابدين لعبد العزيز سيد الاُهل ص ٦٠. والعقد الفريد ج ٦ ص ١٢٨ وعن المناقب لابن شهرآشوب ج ٣ ص ٣٠٠.
(٢) الاسلام والمشكلة العنصرية ص ٦٦/٦٥ عن : الموالي في العصر العباسي ص ٣٩.
(٣) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٢٨ والبحار ج ٤٦ ص ٨ و ٩.
(٤) راجع : الكافي ج ٥ ص ٣٤٦ و ٣٦١. البحار ج ٤٦ ص ١٤٠/١٣٩ والاسلام والمشكلة العنصرية ص ٦٦ عن الموالي في العصر الاموي ص ٦٦.