الامويين ، على أساس أن نعتبر هذا فصلاً تمهيدياً ، لذلك الفصل الذي نتحدث فيه عن سياسات الخليفة الثاني في هذا المجال.
وبما أن سياسة التمييز هذه ، لم تلق معارضة جديدة وحقيقة إلا من قبل أهل البيت عليهمالسلام ، وعلى رأسهم سيدهم علي أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه .. فاننا سوف نذكر نبذة عن هذا الامر أيضاً ونتلمس بعض آثارها .. كل ذلك على سبيل الايجاز والاشارة بحول ا وقوته ، ومنّه وكرمه ..
فلنبدأ هنا ببعض ما يرتبط بالسياسة الاموية وما تلاها ، وما يرتبط بها ، فنقول :
لقد كانت السياسة الاموية تقوم على أساس التمييز بين العرب وغيرهم ، ممن يعبرون عنهم بـ « الحمراء » تارة ، بملاحظة اختلاف لون بشرتهم ، وبـ « الموالي » اخرى (١).
بل لقد تعدت السياسة الاموية ذلك إلى إثارة النعرات القبلية بين العرب أنفسهم ، كالقيسية المضرية ، واليمانية ؛ فتارة يؤيدون هؤلاء ، واخرى يؤيدون اولئك ، حسبما تقتضيه مصالحهم الخاصة ، وطموحاتهم في التسلط ، وبسط نفوذهم على البلاد والعباد.
وقد استمروا على تأييد اليمانية إلى زمان هشام بن عبدالملك ، الذي عدل إلى المضرية فقربهم ، واستمروا على ذلك إلى حين سقوط الدولة الاموية ، على يد أبي مسلم الخراساني والعباسيين ، الذين اتخذوا جانب اليمانية ، حتى لقد أرسل إبراهيم الامام ، الزعيم العباسي إلى داعيته أبي مسلم ، يأمره باكرام
__________________
(١) الموالي هم : اما أسرى استرقوا ، ثم اعتقوا ، وهم قلة .. وأما هم من غير العرب ، دخلوا الاسلام ؛ فحالفوا بعض القبائل العربية ؛ لضمان الحماية اللازمة ، أو لغير ذلك .. مع العلم بأن محالفتهم لهذه القبيلة ، أو لتلك ، يفيدها في تعزيز دورها وتأكيده بصورة عامة بين سائر القبائل.