فهذه شهادة من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لسلمان الفارسي بالطهارة ، والحفظ الالهي ، والعصمة ؛ حيث قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
سلمان منّا أهل البيت.
ذلك أن قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : سلمان منّا أهل البيت لم يجعله من أهل البيت حقيقة ونسباً ؛ فان الإتصال نسباً لا يكون إلاّ بأسبابه المقررة في محله ، واذن .. هو منهم تنزيلاً : لتشابه الصفات ، بعضها ، أو كلها ، تلك الصفات التي يمكن أن تجعله من الملهمين.
وشهد الله لهم بالتطهير ، وذهاب الرجس عنهم ؛ فهم المطهرون ، بل عين الطهارة. وهم المطهرون بالنص ؛ فسلمان منهم بلا شك .. فكان من أعلم الناس بما لله على عباده من الحقوق ، ولانفسهم ، والخلق عليهم من الحقوق ، وأقواهم على أدائها ، وفيه قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
لو كان الايمان بالثريا لنا له رجل من فارس ، وأشار إلى سلمان .. » (١).
هذا .. وإذا عدنا إلى الرواية الثالثة المتقدمة ، فنجدها قد ذكرت : أن عمر قد دافع عن سلمان في قبال سعد ..
وهذا أمر يثير العجب من ناحيتين :
الاولى: أن عمر قد وصف أباه الخطاب بأنه : كان أعزّهم في الجاهلية ..
مع أننا قلنا في الجزء الثاني من كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ الاُعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ص ٥٨ / ٥٩ و ٩٦ ـ ١٠٠ : أن هذا الكلام لا يصح ، وأنهم كانوا أقل وأذلّ بيت في قريش ..
__________________
(١) سلمان الفارسي للسبيتي ص ٤٠ ونفس الرحمان ص ٣٢ كلاهما عن : الفتوحات المكية.