زيديّاً أصلاً ، فضلاً عن أن يكون الكتاب للقاسم بن إبراهيم الرسّي ، بل إنّ صاحب الكتاب إمامي.
النصّ الأوّل :
قال في الكامل المنير : وسأوضّح لك من الإمامة وعظم شأن خطرها ، وكبر قدرها ، وعلوّ منزلتها ، ما تتصاغر الأشياء عنها عند من فهم وعقل ، إن شاء الله ، وذلك أنّ إبراهيم خليل الله ( عليه السلام ) اتّخذه الله خليلاً من قبل أن يتّخذه نبيّاً ، فلمّا رأى ما في الخلّة من الفضل عظمت في عينه ، ثمّ اتّخذه نبيّاً من قبل أن يتّخذه رسولاً ، فكانت النبوّة أعظم عند الله من الخلّة ، وكانت الرسالة أعظم عنده من النبّوة ، فلّما أكمل الله له الخلّة والنبوّة والرسالة ، قال الله ـ تبارك وتعالى ـ ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) (١) ، فعلم إبراهيم أنّه لا شيء أفضل من الإمامة ; لأنّ الإمام يقتدى ويهتدى به ، على أنّه لا يوحى إليه ، فما فعل من شيء جاز ذلك الشيء ; لأنّه لا يعمل إلاّ بأمر الله وهديه ، فعند ذلك قال إبراهيم ( عليه السلام ) إذ قال الله له ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) قال إبراهيم ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قال : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) أي أنّ الإمامة عهد الله ، ولا ينال عهد الله ظالم ، والظالم المشرك بالله ; لأنّ الله يقول ( لا تُشْرِكْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) (٢) فلا ينال عهده من أشرك به ، وحجّ لغيره ، وعَبَد الأصنام ، واستقسم بالأزلام ، وكذلك النبي عليه وآله السلام ، وكذلك الأنبياء ( عليهم السلام ) مطهّرون معصومون بالهداية من الله والتأديب ، ولم يجز عليهم شرك ، ولم يحجّوا لغير الله ، ولا استقسموا بالأزلام ، ولم يعبدوا الأصنام ، وكذلك الأئمّة
____________
١ ـ البقرة : ١٢٤.
٢ ـ لقمان : ١٣.