يعدّ هذا الكتاب من الكتب العقائدية السديدة في الاستدلال والبرهان ، فإنّه يستدلّ تارة ببرهان عقلي وأخرى نقلي ، فيذكر آية ويسندها برواية ، ولا يذكر حديثاً إلاّ وقد رواه أبناء العامّة ، فيستدلّ بمثل : حديث الثقلين والغدير والسفينة والمنزلة وأمثالها من الأخبار التي تواترت ، أو اشتهرت عند جميع فرق المسلمين ، وأيضاً اعتمد في استدلاله على طريقة تحليلية بأخذه واقعة تاريخيّة مسلّمة ، ثمّ يحلّلها فيخرج بنتائج عديدة مفيدة مؤيّدة أو مثبتة لما يريد بيانه من الحقيقة.
وقد جاء هذا الكتاب رداً على كتاب الخوارج الذي طعنوا فيه على أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وأنكروا الوصيّة له ( عليه السلام ) ، وذكروا شواهد على أنّ أبا بكر هو الخليفة ، وذمّوا الشيعة ، ونسبوهم إلى الكذب ، وألصقوا بهم منكرات عديدة ، فيرد عليهم صاحب هذا الكتاب بأدلّة وبراهين علميّة وموضوعيّة ، تكشف عن عقيدة صاحب هذا الكتاب الراسخة في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وعن سعة اطّلاع المؤلّف وعلمه الكثير.
لم نجد ترجمة أو ذكراً لهذا الكتاب ومؤلّفه في كتب التراجم والسير عند الإمامية والعامّة ، نعم ، الكتاب مذكور في بعض مصادر الزيديّة ، بل وحفظ لنا مع تراثهم الضخم ، ولعلّ أوّل من ذكر الكتاب ونقل عنه في مواضع متعدّدة ونسبه إلى مؤلّفه ، هو الحسن بن بدر الدين ( ت ٦٧٠ هـ ) في كتابه أنوار اليقين ، قال : وهذه رواية أخرى رواها إبراهيم بن محمّد بن حران في كتاب