الوقت يجنح إلى ما ذهب إليه أخوه من ترك التقليد ، ثمّ قال : وممّا يؤكّد ما ذهبت إليه من رجوعه إلى السنّة كلام المؤرّخ البريهي في ترجمته للمترجم له (١).
قال محقق كتاب هداية الراغبين ، وهو عبد الرقيب بن مطهّر في مقدّمة التحقيق : وأورد البريهي ما يستدلّ به على أنّ المؤلّف مال إلى مذهب السنّة ، ودون إثبات مثل هذا بيض الأنوق والأبلق العقوق (٢).
أقول : والذي يظهر من كلام الهادي بن الوزير الذي نقله البريهي أنّه عاد من علم الكلام والعقائد الذي يعتمد على العقل إلى علم الحديث والسنّة ، فالذي يظهر أنّه تحوّل من علم الكلام إلى علم الحديث ، بل كلامه نصّ في ذلك لا أنّه تحوّل من الزيديّة إلى السنّة ، بمعنى مذهب العامّة.
قال الهادي بن إبراهيم في مقدّمة كتابه هذا : فلمّا رأيت مذهب العترة النبويّة قد قلّ ناصره ، وونت في هذا الزمان عناصره ، ورغب عنه من كان فيه راغباً ، وشغب فيه من كان لأضداده مشاغباً ، رأيت أن أذكر ما إذا نظر فيه الناظر من المتمسّكين به ازداد رغبة في التزامه ، وإذا وقف عليه الواقف من
____________
١ ـ هجر العلم ومعاقله ٣ : ١٣٤٨.
٢ ـ هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين : ٣٣ ، مقدّمة التحقيق ، وانظر في ترجمته أيضاً : مآثر الأبرار ٣ : ١٠٩٨ ، مطمح الآمال : ٢١٦ ، الفلك الدوّار : ٧٥ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ، انظر الفهرست ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠٦٩ ، مؤلّفات الزيديّة : انظر الفهرست ، لوامع الأنوار ٢ : ١٣٦ ، ٢١٦ ، التحف شرح الزلف : ٢٠١ ، الذريعة ١٧ : ٢٤٢ ، ١٨ : ٩٧ ، الغدير ١١ : ١٩٩ ، الأعلام ٨ : ٥٨ ، معجم المؤلّفين ٦ : ٢٠٢ ، ١٣ : ١٢٥ ، هديّة العارفين ١ : ٦٤٣.