( ٨٩ ) الديباج الوضيّ في الكشف عن أسرار كلام الوصيّ
( شرح نهج البلاغة )
الحديث :
قال : ومن خطبة له ( عليه السلام ) : « عباد الله ، إنّ من أحبّ عباد الله إلى الله عبداً أعانه الله على نفسه ... ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر ، وأترك فيكم الثقل الأصغر » أشار بذلك إلى قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين » فالثقل الأكبر هو كتاب الله ، والثقل الأصغر هم العترة ، وإنّما سمّيا ثقلين ; لما تضمّناه ، من أثقال التكاليف ، وتحمّل أعباءهما وأراد أنّ سيرتي فيكم مطابقة لحكم كتاب الله ، وجعلت أولادي الذين هم أولاد الرسول وعترته خلفاً عليكم بعدي (١).
قال يحيى بن حمزة في مقدّمة كتابه هذا : فإنّي جرّدت همّتي وشحّذت غرار عزيمتي في هذا الإملاء بعد استخارة ذي الطول ، والاستعانة بمن له القوّة والحول ، إلى إيضاح ما وقع في كلام أمير المؤمنين من تفسير ألفاظه الغريبة ، وإظهار معانيه اللطيفة العجيبة ، وبيان أمثاله الدقيقة ، ولطائف معانيه الرشيقة ، إلى أن قال : فلمّا سبكته نيار الفكرة في بوتق التحقيق ، وصار ذهباً خالصاً يموج في قالب أنيق ، سمّيته بكتاب : ( الديباج الوضيّ في الكشف عن
____________
١ ـ الديباج الوضيّ ٢ : ٦٥٥ ، خطبة رقم ٨٤.