قد لاحظنا من خلال أسانيد الزيديّة ومشجر الأسانيد ، الطبقات التي تناقلت الحديث جيلاً بعد جيل ، فقد رواه عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ثمانية من الصحابة ، منهم أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وسلمان الفارسي ، وزيد بن أرقم ، وغيرهم.
ورواه عنهم من التابعين أربعة عشر شخصاً ، ورواه عنهم أربعة وعشرون شخصاً ، وهكذا يزداد عدد الرواة إلى أن يصل إلى مؤلّفي الكتب التي نقلنا عنها الحديث ، فتناقل هذه الطبقات الحديث طبقة عن طبقة وجيلاً بعد جيل ، وتكاثرهم شيئاً فشيئاً ، ومع ضمّ الأحاديث المرفوعة والمرسلة والمقطوعة الكثيرة جداً ـ بحيث بلغت المئات ـ إلى هذه الأحاديث المسندة فإنّه يحقق لنا ـ بلا ريب ـ التواتر المعنوي لحديث الثقلين عند الزيديّة ، مع الاعتماد على كتبهم وأسانيدهم الخاصّة بهم.