ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة : عندي أنّ المراد أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) إنّما قال : « إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما ، وهما الخليفتان من بعدي » فجعلهما الإمامين لعباد الله تعالى إلى يوم القيامة (١).
الحادي عشر : قال : ومن كتاب الناصر للحق ( عليه السلام ) رواه أبو سعيد الخدري ، قال : لمّا مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرضه الذي توفّي فيه ، أخرجه علي والعباس يصلّي ، فوضعاه على المنبر ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه فقال : « يا أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، لن تعمى قلوبكم ، ولن تزل أقدامكم ، ولن تقصر أيديكم أبداً ما أخذتم بهما : كتاب الله سبب بينكم وبين الله ، فأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه » فعظّم من كتاب الله ما شاء أن يعظّم ، ثمّ سكت ، فقام عمر وقال : هذا أحدهما قد أعلمتنا به فأعلمنا بالآخر فقال : « إنّي لم أذكره إلاّ وأنا أريد أن أخبركم به غير أنّي أجد في ... (٢) فلم أستطع أن أتكلّم ، ألا وعترتي ألا وعترتي ألا وعترتي ـ ثلاثاً ـ فوالله لا يبعث الله رجلا يحبّهم إلاّ أعطاه الله تعالى نوراً يوم القيامة ، ولا يبعث الله رجلاً يبغضهم إلاّ احتجب عنه يوم القيامة » ثمّ حملاه إلى فراشه محتضراً (٣).
الثاني عشر : قال : وقد روي أنّ الضحاك سأل أبا سعيد الخدري عمّا اختلف فيه الناس بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فقال : والله ما أدري ما الذي اختلفوا فيه ، ولكنّي أحدّثكم حديثاً سمعته أذناي ووعاه قلبي ، فلا تخالجني فيه الظنون : إنّ
____________
١ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٢ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
٢ ـ كلمة غير مقروءة في الأصل.
٣ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٣ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.