رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي » (١) ).
الثامن عشر : قال : فمن كان من المسلمين لزمه الاقتداء بالثقلين الكتاب والعترة ، ثمّ قال : لأنّه عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ، قال : « ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا » فجعل ترك التمسّك بهما هو الضلال (٢).
التاسع عشر : قال : وما يؤيّد ما قلنا وأنّه ( صلى الله عليه وآله ) أوصى ، ما تقدّم من الأخبار في أوّل هذا الفصل من أنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) جعله وصيّه ، ويدلّ عليه أيضاً قول ابن أبي أوفى ، لمّا سُئل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) هل أوصى ، فقال : لا ، فلمّا أعيد عليه السؤال ، قال : نعم ، أوصى بكتاب الله ، وأفرد العترة من الكتاب ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) قال ـ مجمعاً عليه كافّة أهل الإسلام من الصحاح وغيرها ـ : « خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، حبلان ممدودان ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٣).
العشرون : قال : ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي وبالإسناد المقدّم ، قال : أخبرنا أبو يعلي بن عبد الله العلاف البزّاز
____________
أبي عمرو الهاشمي ، عن أبي علي اللؤلؤي ، عن أبي داوود السجستاني ( المصنف ) وأمّا رواية الترمذي فإنّه سمعه عن الشيخ الإمام أبي الحجّاج يوسف بن علي القضاعي عن صاعد بن سيار الهروي ، عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي ، عن عبد الجبار ابن محمّد المروزي عن أبي عيسى الترمذي.
١ ـ الشافي ١ : ١٠٠.
٢ ـ الشافي ١ : ١٠٠.
٣ ـ الشافي ١ : ١٠٨.