الحسين بن هارون بن الحسين بن محمّد بن هارون بن محمّد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، فإنّه لمّا توفّي المؤيّد بالله قام ودعى إلى دين الله ، وأجابه الفضلاء والعلماء.
ثمّ قال : ولم يبق من فنون العلم فنّ إلاّ طار في أرجائه ، وسبح في أثنائه ، وله تصانيف جمّة في الأصول والفروع (١).
قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : كان ( عليه السلام ) قد نشأ على طريقة تحكي في شرفها جوهره ، وتحاكي بفضلها عنصره ، وكان قد قرأ على السيد أبي العبّاس الحسني ( عليه السلام ) فقه العترة ( عليهم السلام ) حتّى لجّ في أغماره ، ووصل قعر بحاره ، وقرأ في الكلام على الشيخ أبي عبد الله البصري ، فاحتوى على فرائده ، وأحاط معرفة بجليّه وغرائبه ، وكذلك قرأ عليه في أصول الفقه أيضاً ، ولقي غيرهم من الشيوخ.
ثمّ قال : قال الحاكم الإمام : وكلامه ( عليه السلام ) عليه مسحة من العلم الإلهي ، وجذوة من الكلام النبوي.
ثمّ قال : وكان الصاحب الكافي يقول : ليس تحت الفرقدين مثل الأخوين ، يعني السيدين المؤيّد بالله وأبا طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ قال : وتوفّي ( عليه السلام ) وهو ابن نيّف وثمانين سنة ، وكانت وفاته ( عليه السلام ) بالديلم سنة أربع وعشرين وأربعمائة ، وهذا هو الأقرب ، وإن ذكر دونه في بعض المواضع (٢).
وفي مآثر الأبرار ولد سنة ٣٤٠ (٣).
قال إبراهيم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : وسمع الحديث عن
____________
١ ـ الشافي ١ : ٣٣٤.
٢ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ١٦٥.
٣ ـ انظر : مآثر الأبرار ٢ : ٦٩٧.