وأبو ليلى ، وأبو الهيثم بن التيهان ، رجال من قريش ، فقال علي ( رضي الله عنه ) وعنهم : « هاتوا ما سمعتم » ، فقالوا : نشهد أنّا أقبلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع حتّى إذا كان الظهر خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأمر بشجرات فسوّين وألقي عليهنّ ثوب ، ثمّ نادى بالصلاة ، فخرجنا فصلّينا ، ثمّ قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، ما أنتم قائلون » ، قالوا : قد بلّغت ، قال : « اللهم اشهد » ثلاث مرّات ، قال : « إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون » ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض نبّأني بذلك اللطيف الخبير » ... ، فقال عليّ ( عليه السلام ) : صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين (١).
السادس : ابن عقدة بإسناده عن عبد الرّزاق بن همام ، عن محمّد بن راشد ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، أنّ معاوية لمّا دعى أبا الدرداء وأبا هريرة ، ونحن مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بصفّين ، فحمّلهما الرسالة إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأدّياه إليه ، قال : « قد بلّغتماني ما أرسلكما به معاوية ، فاستمعا منّي وأبلغاه عنّي كما بلّغتماني » ، قالا : نعم ، فأجابه علي ( عليه السلام ) الجواب بطوله حتّى إذا انتهى إلى ذكر نصب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) إيّاه بغدير خم بأمر اللّه تعالى قال : ( ... )
فقال علي ( عليه السلام ) : « أنشدكم بالله تعلمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام خطيباً ، ثمّ لم يخطب بعد ذلك ، فقال : أيّها الناس ، إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما : كتاب الله عزّ وجلّ وأهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد
____________
١ ـ جواهر العقدين ، القسم الثاني ١ : ٨٠ ، وانظر كتاب الولاية ، جمع السيد حرز الدين : ١٩٦.